جزم رئيس التجمع اليمني للاصلاح رئيس مجلس النواب الشيخ عبدالله الأحمر بأن مقاطعي الانتخابات الرئاسية "لن يؤثروا فيها ولا بنسبة خمسة في المئة". وذكر بأن الحزب الاشتراكي قاطع الانتخابات النيابية "وهو الخاسر". وقال في حديث شامل الى "الحياة" اجري في منزله في صنعاء قبل ساعات من توجه اليمنيين الى صناديق الاقتراع امس ان الاصلاح "لا يبرم صفقات مع أحد، لا مع الرئيس علي صالح ولا مع غيره"، مشدداً على ان الحزب الاشتراكي "إذا كان يشعر بأنه معزول فهو الذي عزل نفسه". واستدرك: "أيدينا ممدودة للحوار والتعاون" مع الحزب. لكنه دافع مجدداً عن استثناء العفو العام لقائمة ال16، أي القادة السابقين للاشتراكي، واعتبر ان "جيش عدن - أبين الاسلامي" هو "جيش وهمي". ووصف الشيخ عبدالله الأحمر خاطفي الأجانب في اليمن بأنهم "مرتزقة"، معارضاً نزع سلاح القبائل خارج صنعاء والمدن الكبرى، وحض السلطات على اجراءات أمنية "صارمة" لمعالجة ظاهرة الخطف. وهنا نص الحديث: قبل الاقتراع ساد اقتناع لدى الجميع بأن فوز الرئيس علي صالح أكيد بسبب غياب المنافسة الجدية. - فوز الرئيس علي عبدالله صالح بالرئاسة أكيد، ليس بسبب غياب المنافسة كما يقال. حتى لو كان هناك أكثر من منافس من الاشتراكي ومن الاصلاح، سيفوز علي صالح. ولا خمسة في المئة لماذا تجزم بذلك؟ - لأنه صاخب خبرة طويلة، قدم أشياء كثيرة منها الوحدة، واليمنيون ليسوا جاحدين إزاء المعروف. المعارضة التي لها وجهة نظر مغايرة لسياسات الحكم تعتبر انها مغيّبة في انتخابات الرئاسة. - هي التي غيّبت نفسها. في هذه الحال هل يمكن وصف الانتخابات بأنها ديموقراطية بمنافسة متكافئة؟ - في العالم كله، خصوصاً في دول التعددية والديموقراطية، يعملون على أساس الغالبية، ومقاطعو الانتخابات اليمنية لن يؤثروا فيها، حتى بنسبة خمسة في المئة. ماذا عن سبب امتناع تجمع الاصلاح عن طرح مرشح ينتمي اليه؟ - لا يصح القول انه امتناع، نحن مخيّرون والترشيح لرئاسة الجمهورية جائز لكل من يأنس في نفسه المقدرة، سواء كان ينتمي الى حزب أم لا. ولم يكن واجباً على الحزب الفلاني ان يقدم مرشحاً منه. نحن في الاصلاح اخترنا علي صالح ليكون مرشحنا. ومقاطعة أحزاب معارضة مجلس التنسيق الأعلى الانتخابات كيف تقوّمها، سلبية أم تعكس غياب الحوار بين الاحزاب في اليمن؟ - ما كان يحسُن ان تقاطع لأن ذلك يضرها اكثر مما ينفعها واكثر مما يضر علي صالح. كيف يضرها؟ - تعزل نفسها وهي جربت في الانتخابات البرلمانية عام 1997 وجرب الاشتراكي بمقاطعته الاقتراع، الانتخابات اجريت وهو الخاسر. لا صفقات مع أحد يتهم قياديون في الحزب الاشتراكي تجمع الاصلاح بأنه أبرم صفقة مع المؤتمر الشعبي، تجسدت بامتناع مجلس النواب عن تزكية مرشح الاشتراكي، علي صالح عباد مقبل، وبالتالي كي تصبح المنافسة في الانتخابات الرئاسية محصورة بمرشحين، علي صالح ونجيب قحطان الشعبي. - لماذا يتهموننا؟ فلنتساءل ما العوامل التي جعلت علي صالح عباد يرشح نفسه، وهو يعرف انه لم يكن معه مقعد واحد في البرلمان. ألم تعقد هناك صفقة مسبقة بينك وبين الرئيس؟ - لا تجمع الاصلاح ولا عبدالله بن حسين الأحمر يبرم صفقات مع أحد، لا مع علي صالح ولا مع غيره، في الماضي أو الحاضر. نحن إذا عقدنا صفقة فهي، في حال كانت، لخدمة اليمن والدفاع عنه وعن الوحدة، وليس من أجل مصالح خاصة. يشك الاشتراكيون بأن الاصلاح يعدّ للانقضاض على السلطة من داخلها. - لا جديد في هذه التهمة، والدستور اتاح الفرصة للتبادل السلمي للسلطة. وما رأيكم في اقتناع اشتراكيين بأن حزبهم في الداخل بات في عزلة غائباً عن التأثير الفاعل في الساحة السياسية بسبب "فيتو" عليه، وضع باتفاق بين المؤتمر والاصلاح؟ - إذا كان الاشتراكي يشعر بأنه معزول فهو الذي عزل نفسه، أما المؤتمر والاصلاح فلم يتآمرا لعزله، والديموقراطية أتاحت له كل الفرص ليقول ما يريد. ألا تعتقد بوجود امكانية لفتح حوار بينكم وبين الاشتراكي؟ بدا قبل الانتخابات النيابية أنكم كنتم تمهدون لذلك، وعارضتم إقصاء أي طرف. الاشتراكي يشكو الآن من أنكم والمؤتمر لا تستجيبون دعواته الى الحوار. - الاشتراكيون موجودون في اليمن، والفرصة متاحة لهم للحوار والتعبير عن رأيهم، وايدينا ممدودة اليهم للتعاون والتفاهم والتحاور. هل تلتقي أو أنت مستعد للقاء قادة في حزبهم؟ - نلتقيهم باستمرار، وننسق في قضايا تهمنا جميعاً. نحن لم نقاطعهم. هم يعتبرون ان الاصلاح يطرح نفسه كحزب معارض لكنه ينفذ سياسة الحزب الحاكم في فرض شروط للحوار مع الاشتراكي وأحزاب أخرى معارضة... - موقعنا الآن في المعارضة، خارج السلطة، واذا كان هناك تفاهم أو حوار بين المؤتمر الشعبي والاشتراكي نباركه، ولم يسبق اننا وقفنا حائلاً دون التقارب بينهما، داخل البلاد. لكن الاشتراكيين يرون ان المؤتمر يقف حائلاً دون مبادرتكم الى حوار معهم. - لا المؤتمر يحول دون التفاهم بين الاشتراكي والاصلاح، والاصلاح لا يحول دون تفاهم بين المؤتمر والاشتراكي. قائمة ال16 من مشكلات الاشتراكي مسألة العفو الشامل الذي استثنى القادة ال16. - الرئيس علي صالح أعلن عندما انتهت الحرب عام 1994 عفواً عاماً استفاد منه عشرات الآلاف من الاشتراكيين ممن اشتركوا في حرب الانفصال. وكيف يشمل العفو الذين هربوا الى الخارج، وقادة الانفصال؟... من السبب في ما حصل؟ القائمة اقتصرت على 16 جنوبياً على رغم ان قادة شماليين في الاشتراكي ايدوا الانفصال آنذاك. - الموجودون من الشمال أبرزهم جار الله عمر، وهو دان الانفصال. بماذا تصفون علاقتكم الآن بالمؤتمر؟ هل هي علاقة تعاون أم تحالف أم تهادن؟ - هي تحالف وتعاون من أجل مصلحة اليمن. أتوافقون على قول اعضاء في تجمع الاصلاح، ان الحكم والرئيس علي صالح تحديداً، نجح في اقامة علاقة مع الحركة الاسلامية في اليمن تتجاوز الاحتواء الى التعاون؟ - في اليمن كلنا حركة اسلامية، الاصلاح والمؤتمر وكل الشعب. في اليمن يتكرر خطف الاجانب والتفجيرات، وسمعتم ما نسب الى "جيش عدن - أبين الاسلامي" من انه ينفذ عمليات لإطلاق زعيمه أبو الحسن المحضار، وتردد الكثير عن وجود جماعة "الجهاد الاسلامي" في البلد. هل ترى ان هناك وجوداً حقيقياً مؤثراً لمثل هذه الجماعات؟ - انه وجود وهمي، "جيش عدن" جيش وهمي، أما الجهاد فهو فريضة على كل مسلم، ولكن لا وجود في اليمن لتنظيم اسمه "الجهاد". المفسدون دعوت المواطنين الى الاقتراع لعلي صالح من أجل "إكمال مسيرة التنمية والاصلاح الاقتصادي" وتطهير مؤسسات الدولة من "المفسدين". فمن هم هؤلاء الذين يتحدث عنهم ايضاً الرئيس والاحزاب؟ - الفساد ظاهرة متفشية لا تقتصر على اليمن بين الدول العربية، والمفسدون موجودون في كل مكان. هل تتوقعون اختلالات أمنية تواكب الانتخابات؟ - لم يحصل أي اختلال أمني في طول اليمن وعرضها اثناء المهرجانات الضخمة في كل المحافظات والمناطق، ولن يحصل. اما وجود البندقية مع اليمني فجزء من هندامه، ومن الاشياء التي يعتز بها، وهو لا يحملها للقتل. ولكن يتكرر خطف الأجانب، ويتبين ان معظم هذه العمليات ينفذه رجال قبائل لهم مطالب لدى الدولة. - كل ما حدث في هذا المجال لم يكن بدوافع سياسية أو عمليات ارهابية، بل من أجل الحصول على مغانم. المنفذون مرتزقة، أي يسعون الى ارتزاق ولو بطلب تحقيق مطالب، ولم يحدث خطف ذو دوافع سياسية باستثناء ما حصل في أبين أواخر 1998، ولو تريثت قوات الأمن آنذاك لربما لم يقتل أجانب من السياح ال16. إذاً، كيف يمكن معالجة ظاهرة الخطف في شكل جذري؟ - بالحزم واتخاذ السلطات الأمنية اجراءات صارمة، ومشائخ القبائل سيتعاونون معها. وهل تؤيد نزع سلاح القبائل؟ - اؤيد عدم حمل السلاح في العاصمة والمدن الكبرى. أما حمله خارج هذه المناطق فهو جزء من تقاليد المجتمع اليمني وللزينة والافتخار، وليس للشر وارتكاب اعتداءات.