القدس المحتلة - أ ف ب - افادت مصادر فلسطينية مطلعة امس ان الاجتماع الذي عقد ليل الثلثاء بين مفاوضين فلسطينيين واسرائيليين في احد فنادق القدس الغربية انتهى من دون تحقيق اي نتائج تذكر. وقالت هذه المصادر ان الاجتماع الذي دام اكثر من خمس ساعات واستمر حتى قرابة منتصف ليل الثلثاء ركز البحث على القضايا المتعلقة بالجدول الزمني للانسحابات الاسرائيلية من الضفة الغربية والمعتقلين الفلسطينيين والبنود الاخرى من اتفاق واي التي لم تنفذ. وصرح صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين عقب اللقاء بأن "الخلافات مازالت كبيرة وقائمة ولم يتم الاتفاق على اي من القضايا التي تم البحث فيها". واوضح عريقات انه تم خلال الاجتماع "بحث قضايا الجدول الزمني للانسحابات الاسرائيلية والأسرى والممر الامن والميناء وفتح شارع الشهداء في مدينة الخليل والامور الاقتصادية والمدنية العالقة" مشيرا الى ان "البحث لم يؤد الى اغلاق اي من هذه الملفات". وحمل عريقات الجانب الاسرائيلي المسؤولية في تعثر المفاوضات حيث قال "ان بإمكان الاسرائيليين اختصار الطريق عبر التزامهم بالاتفاقات الموقعة". ورفعت اللجنة الفرعية المشتركة والمختصة بقضية المعتقلين الفلسطينيين والتي عقدت على مدار اليومين الماضيين سلسلة اجتماعات للاتفاق على آلية لاطلاق سراح دفعة منهم، تقريراً الى اجتماع الامس عن نتائج اعمالها. وقالت مصادر فلسطينية في اللجنة لوكالة "فرانس برس" انه "برزت خلافاتعدة كبيرة بين الجانبين حول عدد الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية والمعايير التي يجب ان تطبق على اولئك الذين ينبغي ان يطلق سراحهم في اطار تنفيذ اتفاق واي". ومن هذه الخلافات ان الجانب الاسرائيلي قدم لائحة تفيد بأن عدد السجناء الامنيين لديه لا يتجاوز 1900 فلسطيني في حين تفيد اللوائح الفلسطينية ان عددهم يتجاوز ال2200 معتقل. كما يصر الفلسطينيون على ان يكون جميع الاسرى الذين سيطلق سراحهم من الذين يصنفون كمعتقلين سياسيين او امنيين وليس جنائيين. وقالت المصادر الفلسطينية ان "الجانب الاسرائيلي وافق من حيث المبدأ على هذه المسألة ولكن الخلافات برزت عندما تم الدخول في التفاصيل حول من يجب اطلاقهم". والامر الوحيد الذي استطاع الجانبان التوصل الى اتفاق حوله هو تشكيل لجنة لبحث مسألة الانسحاب الثالث وتحديد موعد لاستئناف اعمال لجنة النازحين الرباعية. فحسب المصادر الفلسطينية والاسرائيلية فقد اتفق الجانبان على تشكيلة اللجنة التي ستبحث مسألة تحديد حجم وموعد تنفيذ الانسحاب الثالث من الضفة الغربية وفق ما نص عليه اتفاق واي ريفر. والانسحاب الثالث المذكور هو مانص عليه اتفاق الخليل الذي وقع في مطلع العام 1997 وليس المرحلة الثالثة من الانسحاب الثاني الذي ورد في اتفاق واي ريفر والذي يطالب باراك بتأجيله ودمجه في مفاوضات الوضع النهائي. وقلل مسؤولون فلسطينيون من "اهمية هذا الاتفاق" معتبرين انه مجرد "أمر تقني بتشكيل لجنة لبحث مبدأ الانسحاب والاتفاق على التفاصيل المتعلقة بحجمه والجدول الزمني لتنفيذه". وستعقد لجنة الانسحاب الثالث هذه اول اجتماع لها في مطلع ايلول سبتمبر المقبل. وبخصوص لجنة النازحين الرباعية التي تضم الى الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي كلا من مصر والاردن اتفق على ان تعاود اعمالها في الاول من تشرين الاول اكتوبر المقبل. ووفق الاتفاقات الموقعة فأن هذه اللجنة تنحصر مهمتها في بحث آلية لإعادة النازحين الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة والذين غادروا الى الدول المجاورة، خصوصاً الى الاردن ومصر بعد حرب 1967 وبفعل اجراءات الاحتلال الاسرائيلي. وتعطلت اعمال لجنة النازحين بشكل كامل خلال السنوات الاخيرة من عهد الحكومة الاسرائيلية اليمينية السابقة بزعامة بنيامين نتانياهو. وعادت اللجنة المشتركة للمفاوضات الى الانعقاد مجدداً مساء امس لاستكمال البحث في القضايا العالقة.