أكدت مصادر صحافية رفض رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو خططاً اميركية مقترحة بشأن عمليات اعادة انتشار الجيش الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية تضمن انسحاباً اسرائيلياً بما يزيد عن 13 في المئة من هذه الاراضي. وقالت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان نتانياهو ابلغ احد المسؤولين الاميركيين خلال زيارته لتل أبيب الاسبوع الماضي ان اسرائيل ستحتفظ ب 64 في المئة من الاراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية طوال فترة الاتفاق المرحلي "لتحتفظ لنفسها بأوراق على طاولة مفاوضات الحل النهائي". ونقلت الصحيفة الاسرائيلية عن نتانياهو قوله للمسؤول الاميركي الذي لم تكشف عن اسمه ان "من الممكن ان تكون هناك خمس خطط اميركية ولكن لن اعطي اكثر مما يبقى بأيدينا 64 في المئة لأن ذلك يؤثر في امننا". وأضاف: "نحن بحاجة الى اراض كي يكون بحوزتنا شيء نبادله في المفاوضات النهائية". ويقع 3 في المئة من اراضي الضفة الغربية فقط تحت السيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية الآن فيما يخضع 24 في المئة من هذه الاراضي لسيطرة امنية اسرائيلية وادارية فلسطينية مشتركة ما مجموعه 27 في المئة مما يعني، من وجهة النظر الاسرائيلية، ان حكومة نتانياهو لن تنسحب من اكثر من 9 في المئة من الضفة الغربية في المرحلتين الثانية والثالثة من اعادات الانتشار التي نصت عليها الاتفاقات الموقعة بين الجانبين. وكانت الادارة الاميركية طالبت الحكومة الاسرائيلية بالانسحاب من اكثر من 13 في المئة من الاراضي الفلسطينية. ورفض كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ما نقل عن نتانياهو جملة وتفصيلا، وقال في تصريح ل "الحياة" ان الاتفاقات المبرمة "شديدة الوضوح وتنص على اعادة كامل الاراضي الفلسطينية قبل محادثات الحل النهائي ما عدا المناطق التي تتعلق بقضايا المفاوضات النهائية مثل المستوطنات والمواقع العسكرية". وأضاف عريقات "لا يستطيع نتانياهو الانتقاء في الاتفاقات الموقعة"، مشيراً الى رسالة الضمانات الاميركية التي سلمها وزير الخارجية الاميركي السابق وارن كريستوفر الخاصة باعادة الانتشار، ووثيقة التفاهم التي وقع عليها المسؤول عن ملف الشرق الاوسط في الخارجية الاميركية دنيس روس. واجتمع كبير المفاوضين الفلسطينيين امس مع سكرتير الحكومة الاسرائيلية ونظيره في لجنة التوجيه العليا للمفاوضات في اريحا على ان يعقد اجتماع فلسطيني - اميركي - اسرائيلي ثلاثي اليوم في منزل السفير الاميركي ادوارد ووكر لاستكمال المفاوضات. وقال عريقات ان الاجتماع الذي استغرق نحو ساعتين لم يتطرق الى حجم اعادة انتشار الجيش الاسرائيلي مشيراً الى ان هذه القضية "تقوم الولاياتالمتحدة بمعالجتها الآن بالاضافة الى الاجراءات الاسرائيلية الاحادية الجانب". واوضح عريقات ان الجانبين وضعا "آليات لتفعيل عمل لجنة التوجيه والمراقبة العليا للمفاوضات"، مشدداً على أهمية التنفيذ الامين للاتفاقات الموقعة كضرورة لانجاح المفاوضات بين الجانبين بدل التركيز على الاجتماعات وبحث المشاركون في الاجتماع في المسائل العالقة بين الجانبين في ما يتعلق بالاتفاقات المرحلية واهمها قضايا الممر الآمن بين الضفة والقطاع ومطار غزة ومرفأها ومسألة الافراج عن الاسرى السياسيين في السجون الاسرائيلية.