اعتبر الرئيس ياسر عرفات أمس ان قرار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عدم تنفيذ الانسحاب الثاني من الضفة الغربية غدا يشكل "خرقا واضحا وخطيرا" لاتفاق واي ريفر. واعرب عرفات لدى عودته الى غزة من القاهرة حيث اطلع الرئيس حسني مبارك على محادثاته مع الرئيس بيل كلينتون، عن قناعته بأن "الادارة الاميركية والرئيس بيل كلينتون لن يوافقا عليه". وكانت الاذاعة الاسرائيلية ذكرت ان الحكومة الاسرائيلية قررت أمس ارجاء عملية انسحاب للجيش الاسرائيلي من الضفة الغربية كانت مقررة غداً الجمعة حسب الجدول الزمني لاتفاق واي ريفر. وأوضحت الاذاعة أن نتانياهو قال لوزرائه ان الفلسطينيين "لم يحترموا تعهداتهم في اطار اتفاق واي ريفر وبالتالي فإن انسحاب تساحال الجيش الاسرائيلي المقرر الجمعة لن يحصل". وكان من المقرر أن ينسحب الجيش الاسرائيلي غداً من 5 في المئة من الضفة الغربية في اطار المرحلة الثانية من تنفيذ اتفاق واي ريفر. وصرح وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث امس في غزة بان السلطة الفلسطينية ستواصل تطبيق اتفاق واي ريفر. لكن تصريحه جاء متناقضا مع ما كان اعلنه منسق شؤون دائرة المفاوضات حسن عصفور من ان السلطة الفلسطينية قد لا تستمر من جانبها في تنفيذ ما تبقى من التزاماتها الواردة في الاتفاق في حال اصرت اسرائيل على عدم تنفيذ التزاماتها. واوضح عصفور ان الحكومة الفلسطينية ستعقد اجتماعا طارئا للبحث في قرار الحكومة الاسرائيلية، وتابع محذرا: "اذا لم ينفذوا التزاماتهم لن ننفذ التزاماتنا". من جهة اخرى، كشف امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن ان عرفات طلب من نتانياهو خلال القمة الثلاثية التي عقدت بحضور كلينتون عند معبر ايريز الفاصل بين اسرائيل وقطاع غزة، مطلبين رئيسيين، الاول يتعلق باطلاق المعتقلين في السجون الاسرائيلية، والثاني بتنفيذ الشق الثاني من الانسحاب الاسرائيلي وفق اتفاق واي ريفر. ونقل "أبو مازن" عن عرفات تحذيره نتانياهو من انه ما لم يلب هاتين القضيتين، فان الجانب الفلسطيني يحمل الحكومة الاسرائيلية مسؤولية تخريب عملية السلام والنتائج المترتبة عن هذا الموقف. ونقل عن عرفات قوله لنتانياهو عن قضية المعتقلين: "ان عليكم ان تخلوا سبيلهم جميعا. خصوصا اننا في مصالحة تاريخية. واذا لم تكن المصالحة بين الشعوب، لا مصالحة بين القيادات". واعتبر "أبو مازن" ان الحكومة الاسرائيلية الحالية غير مهتمة الا بمسألة بقائها في الحكم، ولا يهمها تنفيذ الاتفاقات او مستقبل السلام او الاستقرار والامن او مستقبل الشعب الاسرائيلي. وتعكس تصريحات "أبو مازن" حجم الاستياء الشديد الذي يشعر به الفلسطينيون ازاء المواقف المتعنتة للحكومة الاسرائيلية. وردا على الاشتراطات التي وضعتها الحكومة، قال: "عليهم ان يعلموا اننا لا يمكن ان نقبل الاملاءات. عصر الاملاءات انتهى في العالم. هناك حقوق وواجبات، وعليهم تنفيذ التزاماتهم، واذا لم يفعلوا لن ننفذ التزاماتنا من جانب واحد". وشدد على ان الالتزام "يجب ان يكون متبادلا بين الطرفين". من جهة اخرى، اشار "أبو مازن" الى ان الولاياتالمتحدة تسير بخطوات سريعة نحو اتخاذ موقف الحياد في المنطقة والوساطة النزيهة بين اسرائيل والفلسطينيين. واعتبر ان زيارة كلينتون كانت بمثابة فتح ديبلوماسي فلسطيني على المستوى الاستراتيجي بحجم النقلة التي خطتها العلاقة الفلسطينية - الاميركية بالتحول من العداء الى الصداقة. وقال ان الشعب الفلسطيني لا يمكنه ان ينسى ما قاله كلينتون عندما اعلن انه يحق للشعب الفلسطيني تقرير مصيره على ارضه، ورأى ان هذه "بداية عظيمة لموقف عظيم". واكد "أبو مازن" ضرورة التنسيق الثلاثي الفلسطيني - الاردني - المصري في ما يتعلق بالاعداد لمفاوضات الحل النهائي. ورأى ان قضايا الحل النهائي لا تهم الفلسطينيين وحدهم، لكنها تهم الاردن ومصر ايضا، و"بالتالي لا بد ان تكون الامور بيننا متفقاً عليها حتى لا تتأذى مصالح اشقائنا ومصالحنا"