سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كلينتون يحض باراك على استعجال تنفيذ "واي" ... واولبرايت في المنطقة مطلع الشهر المقبل . مسؤول ملف الأسرى الفلسطينيين يؤكد خلافات على عددهم ومعايير اطلاقهم
شرع رئىس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك ب"ابتزاز" الفلسطينيين في قضية الاسرى، فيما أكد مسؤول ملف الأسرى هشام عبدالرازق ل"الحياة" ان الخلاف على هذه القضية يتناول معايير اطلاق السجناء وعدد الذين سيطلقون. في غضون ذلك، بعث الرئيس بيل كلينتون برسالة الى باراك واستعجله تنفيذ اتفاق واي ريفر، فيما اعلنت واشنطن ان وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت ستبدأ زيارتها للمنطقة مطلع الشهر المقبل. رداً على الاصرار الفلسطيني المدعوم اميركياً في ما يتعلق بتنفيذ اتفاق واي ريفر، شرع رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك بعملية "ابتزاز" كان هدد بها ضمنا في حال رفض الطرف الفلسطيني التعديلات التي اقترحها على الاتفاق. وبدت عملية "الابتزاز" هذه واضحة في اللقاء الاول للجنة الفلسطينية - الاسرائيلية الخاصة بملف اطلاق الاسرى السياسيين الفلسطينيين في اسرائيل والتي اجتمعت مساء اول من امس عند معبر ايريز، اذ تمترس الجانب الاسرائيلي وراء موقف "يتجاوز في شدته موقف حكومة بنيامين نتانياهو السابقة" حسب ما قال مسؤول ملف الاسرى هشام عبدالرازق. وأكد عبدالرازق ل"الحياة" وجود "مشكلة جوهرية قائمة" مع الجانب الاسرائيلي حتى في ما يتعلق بعدد الاسرى الواجب اطلاقهم وفقا لما ورد في اتفاق واي، اضافة الى المعايير المحددة لمن تشملهم عملية الافراج. وتنص مذكرة واي على اطلاق 750 أسيراً ومعتقلاً سياسياً فلسطينياً من الاسرى "القدامى" والذين يعانون من امراض مزمنة والاطفال الذين لم تتجاوز اعمارهم 18 سنة. غير ان حكومة نتانياهو حاولت الالتفاف على ما جاء في الاتفاق واطلقت 250 فلسطينياً معظمهم من السجناء الجنائيين، فيما ترفض الحكومة الحالية وضع معايير محددة وواضحة. وأوضح المسؤول الفلسطيني ان الدفعة الاولى من اطلاق الاسرى شملت 86 معتقلاً سياسياً فقط، الا ان الحكومة الاسرائيلية الجديدة تتمسك بموقف الحكومة القديمة وتتحدث عن عدد مغاير لذلك المنصوص عليه في الاتفاق المبرم. ولوحظ ان باراك اختار ان يساوم الفلسطينيين على احد اهم القضايا الحساسة التي تمس كل بيت فلسطيني والتي يحتاجها المفاوض الفلسطيني لتعزيز موقفه داخلياً. وقال عبدالرازق ان المعيار الاساسي الذي نص عليه اتفاق اعلان المبادئ اوسلو هو اطلاق الاسرى والمعتقلين الذين دينوا او احتجزوا على خلفية "مخالفات" قاموا بها قبل تاريخ التوقيع على هذا الاتفاق، أي قبل 13 ايلول عام 1993. وزاد ان الاسرائيليين ما زالوا يتحدثون عن اسرى "على ايديهم دماء"، فيما هم يتفاوضون مع فلسطينيين يحملون المواصفات نفسها. وأضاف: "انه فعلا شيء غريب ان يرفض باراك تنفيذ اتفاق دافع عنه بشدة اثناء وجوده في صفوف المعارضة". وتفتقت عقلية باراك عن "تقليعة جديدة" لم يستطع سلفه نتانياهو ان يأتي بها، إذ عرض الجانب الاسرائيلي في اللقاء قائمة بعدد الاسرى الاعضاء في حركة "فتح" مغايرة لتلك التي بحوزة الجانب الفلسطيني. وأشار عبدالرازق الى "الفجوة الواسعة" بين من تحسبهم اسرائيل ينتمون الى "جماعة أو أخرى" من المعتقلين السياسيين. واضاف ان الجانب الفلسطيني طلب من اللجنة الدولية للصليب الاحمر تقديم كشف بقائمة الاسرى التي بحوزتها لعرضها على الجانب الاسرائيلي، مشيراً إلى أنه "من الواضح اننا نريد وقتاً طويلاً للتوصل الى ارقام موحدة ومواصفات محددة مع الجانب الاسرائيلي". واعتبر مسؤول ملف المعتقلين ان على القيادة السياسية اتخاذ قرار يمكن الجانب الفلسطيني من سماع تغيير واضح في النغمة الاسرائيلية في ما يتعلق باطلاق الاسرى. وقال: "يكفي خمس سنوات من الانتظار ويجب اغلاق ملف الاسرى برمته خلال مفاوضات التسوية النهائية". من جهة اخرى، أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات وجود "خلافات على الجدول الزمني لتطبيق واي وبعض المسائل الجوهرية في الاتفاق"، وذلك بعد الاجتماع الذي عقده مع نظيره الاسرائيلي غلعاد شير في بيت حنون في قطاع غزة. من جانبه، ابلغ باراك حكومته بما وصلت اليه المحادثات مكررا اقتراحه بدء تطبيق اتفاق واي اعتبارا من مطلع ايلول سبتمبر المقبل. واشار بيان صدر عن حكومة باراك الى ان رئيس الوزراء جدد اقتراحه تطبيق قسم من الانسحاب ضمن اطار المفاوضات النهائية. ولم يتطرق باراك إلى الرسالة التي تسلمها من الرئيس بيل كلينتون أثناء اجتماعه بأعضاء الحكومة، لكنه قال لوزرائه إنه يتوقع التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين خلال عشرة أيام. وكانت وسائل الاعلام الاسرائيلية ذكرت امس ان كلينتون بعث في نهاية الاسبوع الماضي برسالة إلى باراك حضه فيها على تنفيذ اتفاق واي باسرع وقت ومن دون أي تأجيل. وكشف مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى ان "كلينتون ارسل هذه الرسالة بعد محادثة هاتفية اجراها الخميس الماضي مع باراك تم التطرق خلالها الى مسألة تنفيذ اتفاق واي". وأكد مكتب باراك تلقيه رسالة من الرئيس الاميركي نهاية الاسبوع الماضي، لكنه رفض الافصاح عن مضمونها. وفي واشنطن، اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن ان وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت ستتوجه الى منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الفاتح من ايلول سبتمبر المقبل وحتى الخامس منه، وذلك بهدف تعزيز عملية السلام العربية - الاسرائىلية. وستشمل الزيارة المغرب ومصر وسورية والاردن واسرائيل والاراضي الفلسطينية. ولم يحدد الدول التي ستزورها بالترتيب، لكنه اشار الى ان المغرب سيكون المحطة الاولى في الزيارة حيث ستجري محادثات مع العاهل المغربي الملك محمد السادس. في المقابل، رفض الناطق باسم السفارة الاميركية في تل ابيب لاري شفارتس التعليق على مسألة الرسالة، مكتفيا بالقول إن "الولاياتالمتحده تحض الجانبين على الوصول الى اتفاق سريع في شأن الجدول الزمني لتنفيذ القضايا الواردة في اتفاق واي ريفر" قبل وصول وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت الى المنطقة. واضاف: "نحن نتوقع من الجانبين استخدام الفترة الزمنية المتبقية على وصول اولبرايت لكي يعملا بشكل جدي وبناء للوصول الى افضل السبل لتطبيق واي". وذكر شفارتز ان الولاياتالمتحدة تتوقع ان تحقق اسرائيل تقدما على المسارين السوري واللبناني خلال زيارة اولبرايت.