في تصعيد خطير للوضع الأمني في الاراضي الفلسطينية، شهدت مدينة نابلس في الضفة الغربية امس تبادلا لاطلاق النار بين رجال شرطة فلسطينيين وناشطين في حركة "فتح" اسفر عن جرح 11 فلسطينياً. ووقعت المواجهات عندما حاولت الشرطة تفريق متظاهرين حاولوا اقتحام مقرها في نابلس، بعدما منعتهم قوات الامن الفلسطينية من التقدم الى جيب اسرائيلي خلال اجتماع حاشد للمطالبة باطلاق الفلسطينيين المعتقلين في السجون الاسرائىلية. في الوقت ذاته واجهت الحكومة الاسرائيلية امس اصعب ايامها منذ تشكيلها قبل سنتين، عندما فشل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في اقناع اعضاء في ائتلافه الحكومي بعدم التصويت في الكنيست البرلمان الى جانب مشروع قرار قدمته المعارضة لتقديم موعد الانتخابات العامة. وطالب نتانياهو بوقف النقاش في الكنيست ساعتين، في محاولة اخيرة لتأمين غالبية ضد حل الحكومة، وأعلن رئيس الائتلاف الحكومي في الكنيست مئير شتريت انه سيطالب باجراء تصويت على حجب الثقة عن الحكومة بدل تقديم موعد الانتخابات، مما سيتيح لنتانياهو فترة اسبوع أو اسبوعين لاجراء مزيد من المفاوضات مع الاحزاب اليمينية قبل ان ينعقد البرلمان للتصويت بالقراءة الاولى على حجب الثقة. وعلى رغم ازمة الحكومة الاسرائيلية، صعّدت اسرائيل حملتها على السلطة الفلسطينية، قبل خمسة ايام من الزيارة المرتقبة للرئيس بيل كلينتون للمناطق الفلسطينية. واتهم وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون بعد محادثات اجراها مع نظيرته الاميركية مادلين اولبرايت في واشنطن، السلطة الفلسطينية بأنها "وراء الانتفاضة" الجديدة في الأراضي الفلسطينية، وبأنها "خرقت" بنود اتفاق "واي ريفر"، مشيراً الى ان اعلان الدولة الفلسطينية سيشكل "خرقا فاضحا" لاتفاق اوسلو ومذكرة "واي". ورغم ان اولبرايت اكدت عقب المحادثات ان المطلوب من اسرائيل تنفيذ تعهداتها بموجب اتفاق "واي ريفر"، بما في ذلك المضي في تنفيذ اعادة الانتشار في الضفة، الا انها اعلنت ان زيارة كلينتون السبت لقطاع غزة لا ترمي الى الاعتراف بتطلعات الفلسطينيين الى انشاء دولة مستقلة، موضحة ان هذا "ليس هدف الزيارة". وحضت الجانبين على الامتناع عن العنف، مشيرة الى ان "الحل في المفاوضات وحدها". واوضحت ان كلينتون سيركز على هذا الموضوع بالذات خلال زيارته لغزة. وشددت على ان الادارة الاميركية ابلغت الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ضرورة تنفيذهما واجباتهما بموجب المذكرة وتأمين مناخ يسمح بنجاح الاتفاق. وفسر مسؤول في الخارجية الاميركية التصعيد الاسرائيلي بأنه يعني ان المحادثات بين اولبرايت وشارون كانت صعبة وان امام كلينتون "عملاً شاقاً" خلال زيارته لاعادة عملية السلام الى مسارها. وتوقع مسؤول في البيت الابيض عقد قمة ثلاثية خلال زيارة كلينتون لغزة تجمعه مع عرفات ونتانياهو. واعلن كل من الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني تأييده عقد القمة التي من المرجح ان تعقد قرب حاجز ايريز الفاصل بين اسرائيل وقطاع غزة.