واشنطن، غزة، تل ابيب، باريس - "الحياة"، أ ف ب - علمت "الحياة" ان وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون سيتوجه الى واشنطن حيث من المقرر ان يعقد اجتماعا مع وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت ومسؤولين في مجلس الامن القومي بعد غد الاثنين للبحث في سبل تنفيذ اتفاق واي ريفر والتمهيد لزيارة الرئيس بيل كلينتون للمنطقة في 12 الجاري. كذلك اُعلن ان المبعوث الاميركي لعملية السلام دنيس روس ارجأ زيارته للمنطقة الى مساء الاثنين حتى تتسنى له المشاركة في المحادثات بين اولبرايت وشارون. في غضون ذلك توقعت مصادر ديبلوماسية غربية ان يلقي الرئيس ياسر عرفات خطاب "مصالحة" في ستوكهولم اليوم يهدف من خلاله الى "الحفاظ" على اتفاق واي ريفر. وكانت السلطة الفلسطينية اتهمت في وقت سابق امس الحكومة الاسرائيلية بالسعي الى إفشال زيارة الرئيس بيل كلينتون الى المنطقة من خلال الشروط التي تضعها اضافة الى تهربها من تنفيذ التزاماتها في اتفاق واي ريفر، في حين عارضت فرنسا اضافة أي شرط لتطبيق الاتفاق. وقال نبيل أبو ردينة مستشار عرفات لوكالة "فرانس برس": "الحكومة الاسرائيلية تبذل كل ما في امكانها، من خلال عدم تنفيذ الاتفاق ووضع الشروط التي تتعارض مع محتوى الاتفاق من أجل أفشال الزيارة التي سيقوم بها كلينتون الى المناطق الفلسطينية واسرائيل في 12 الشهر الجاري. وأشار أبو ردينة الى "الجدل" الذي افتعلته اسرائيل في شأن الطلب الاسرائيلي من كلينتون بألا يستخدم طائرته الرئاسية للسفر الى مطار غزة والاستعاضة عنها بطائرة هليكوبتر معتبراً ان ذلك "محاولة اسرائيلية للتمسك بقضايا شكلية تهدف الى التغطية على الأهمية السياسية لزيارة الرئيس الاميركي". وتابع: "ليس المهم نوع الطائرة وشكلها بل المضمون السياسي الواضح للزيارة الأولى لرئيس اميركي الى المناطق الفلسطينية حيث سيستقبل بالمراسم المتبعة في دولة مستقلة وبموافقة الجانب الاميركي عليها، وهو ما يسعى الاسرائىليون الى تغطيته بإثارة قضايا لا معنى لها". وتستمر زيارة كلينتون أربعة أيام يمضي اليومين الأولين منها في اسرائيل، ثم يزور غزة وبيت لحم. ودعا أبو ردينة الحكومة الاسرائيلية الى "التراجع علناً" عن الشروط الثلاثة التي وضعتها قبل يومين والتنفيذ الفعلي لما عليها من التزامات، لتأمين أجواء سياسية تضمن نجاح زيارة كلينتون وجعلها محطة مهمة تساهم في دفع علمية السلام. وقال: "على اسرائيل ان تتخلى علناً عن الشروط التي وضعتها لتنفيذ اتفاق واي ريفر وان تتعهد الايفاء بالتزاماتها وفق ما نص الجدول الزمني للاتفاق". وكان نتانياهو جدد مساء أول من أمس هذه الشروط، وحمل السلطة الفلسطينية مسؤولية التحريض على العنف ضد الاسرائيليين. وقال امام تجمع لتكتل "ليكود" اليميني الذي يرأسه في تل أبيب: "نريد سلاماً حقيقياً لكننا لن نقبل في مقابل ذلك ان يحرض عرفات الفلسطينيين على رشق الاسرائيليين بالحجارة". ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عنه قوله: "لدينا معلومات تثبت ان السلطة الفلسطينية تقف وراء التظاهرة في رام الله، ولا يقبل أي بلد ان يحاول الطرف الآخر ان يتخلى عن واجباته بوقاحة". وشدد نتانياهو على انه لا يعتزم اطلاق الأسرى "الملطخة ايديهم بالدم" والذين وصفهم بأنهم "مجرمون". وقال: "كيف يمكننا ان ننظر الى عائلات الضحايا؟ لم نتعهد أبداً اطلاقهم ولن نطلق المجرمين. قلنا ذلك بوضوح في واي: المجرمون سيقبعون في السجون. ان الفلسطينيين يطالبون بشيء مخالف لاتفاق واي". وتابع: "على السلطة ان تلتزم عدم الاعلان عن قيام الدولة لأن هذا الاعلان بمثابة تعديل لوضع الأراضي وهو يعتبر انتهاكاً لاتفاق اوسلو". الى ذلك قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن غازو - سوكريه: "يجب ان يطبق اتفاق واي ريفر مثلما وُقِع، وليس هناك مجال بالتالي لأن تضاف اليه أي شروط".