سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصادر اسرائيلية اكدت ان رئيس الوزراء "أفشل" قمة ايريز بسبب مشاكله السياسية الداخلية . نتانياهو يرفض تنفيذ انسحاب ثان من الضفة وفقاً لجدول "واي ريفر" رغم تدخل كلينتون
فشل الرئيس بيل كلينتون في اليوم الاخير لزيارته الى الشرق الأوسط في اقناع الحكومة الاسرائيلية بتنفيذ انسحاب عسكري ثان من الأراضي الفلسطينية وفقاً للجدول الزمني الذي حددته مذكرة واي ريفر الا انه اكد انه نجح في اعادة المسيرة السلمية الى مسارها. وقال كلينتون في ختام قمة ثلاثية استمرت ساعتين بينه وبين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عند حاجز ايريز الذي يفصل قطاع غزة عن اسرائيل: "اعتقد بأننا عدنا مجدداً الى مسار مذكرة واي ريفر". وأضاف كلينتون في تصريحات خاصة للوفد الاميركي الصحافي الذي رافقه في زيارته: "انجزت ما جئت الى هنا لانجازه... وعلينا الآن ان نقرر وسائل عملية للمضي قدماً وأعتقد بأننا قطعنا شوطاً على الطريق الى تحقيق ذلك". وتهرب كلينتون من الاجابة عن سؤال عما اذا كانت اسرائيل ستحترم موعد يوم الجمعة المقبل المحدد في اتفاق واي لتسليم جزء آخر من اراضي الضفة الغربيةللفلسطينيين وقال ان الحكومة الاسرائيلية اكدت التزامها بمذكرة واي ريفر وأضاف: "آمل بأن نتمكن من الالتزام الى حد كبير بالجدول الزمني"، مشيراً الى ان وزيرة خارجيته مادلين اولبرايت ستعود الى المنطقة في وقت قريب للاشراف على تنفيذ الاتفاق. وأعلن الرئيس الاميركي انه تم الاتفاق على انشاء "قناة غير رسمية" لمعالجة مسألة اطلاق سجناء فلسطينيين في السجون الاسرائيلية بمقتضى اتفاق واي في اطار ما وصفه باتفاق الفلسطينيين والاسرائيليين على "خطوات جديدة للمضي قدماً في تنفيذ الاتفاق". وحاول كلينتون في تصريحاته التشديد على نجاح زيارته في شقها الاسرائيلي برغم فشله في اختتام قمة ايريز بصورة ثلاثية مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي باعلان نتانياهو بعد القمة نيته تنفيذ الانسحاب الثاني من الضفة الغربية في 18 من الشهر الجاري. وأشارت وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت الى ان انسحاب الجيش الاسرائيلي "لن يحدث في الموعد المقرر... لكن يراودنا أمل كبير بأنه سيكون قريباً من الموعد المقرر قدر الامكان". وكان مسؤول اميركي لم يكشف النقاب عن اسمه اعلن ان القمة الثلاثية انشأت "اطار عمل حتى يمضي الاتفاق قدماً على رغم الهزات السياسية على الصعيد الداخلي للجانبين الاسرائيلي والأميركي". وأعاق موقف نتانياهو المتشدد في اللقاء الثلاثي عقد مؤتمر صحافي يضم الزعماء الثلاثة، اذ غادر الرئيس الفلسطينيعرفات مكان الاجتماع اولاً ليتبعه كلينتون ثم نتانياهو الذي عقد مؤتمراً صحافياً بمشاركة وزير خارجيته ارييل شارون، اكثر وزرائه تشدداً، خاطبا من خلاله الجمهور الاسرائيلي، خصوصاً اليمين المتطرف المشارك في الائتلاف الحكومي لانقاذ الحكومة اليمينية المهددة بالسقوط في تصويت في الكنيست بحجب الثقة عنها بعد اقل من اسبوع. ورفض نتانياهو الالتزام بموعد لتنفيذ الانسحاب العسكري الاسرائيلي الثاني من الأراضي الفلسطينية، وقال: "كلما اوفوا الفلسطينيون بالتزاماتهم - لا استطيع ان احدد لكم من الوقت سنأخذ - اسرعنا نحن باعادة الانتشار". وعاد نتانياهو وأكد انه لن يطلق المعتقلين السياسيين الفلسطينيين الذين قتلوا اسرائيليين. وهاجم بشدة مقارنة الرئيس كلينتون اطفال المعتقلين الفلسطينيين بالاطفال الاسرائيليين الذين قتل آباؤهم على يد الفلسطينيين. وترك نتانياهو المنصة مطولاً للرجل الاقوى في ائتلافه اليميني شارون بعد ان عاد وكرر قائمة من الشروط التي يطالب السلطة الفلسطينية بتنفيذها. وأكد شارون ان على السلطة الفلسطينية ان تسلم ما وصفه ب"الكميات الكبيرة من المتفجرات والأسلحة والصواريخ المضادة للدبابات والبنادق... التي بحوزتها الى الاميركيين" وفقاً لمذكرة واي ريفر قبل ان تنفذ اسرائيل اعادة الانتشار الثانية. وأكدت مصادر صحافية اسرائيلية ان نتانياهو "افشل" قمة ايريز الثلاثية بسبب المشاكل السياسية الداخلية مضيفة ان نتانياهو "بدأ حملته الانتخابية الجديدة في المؤتمر الصحافي الذي دعا اليه". وقال التلفزيون الاسرائيلي ان نتانياهو "لا يريد منح اليمين المتطرف مبررات لانتقاده" في وقت يوشك البرلمان الاسرائيلي على المصادقة على اقتراح حجب الثقة عن الحكومة الاثنين المقبل. وأشارت المصادر ذاتها الى ان نتانياهو وقف موقفاً متشدداً بعد ان تبين له "الخطأ التاريخي" الذي ارتكبه بالاصرار على الغاء المجلس الوطني الفلسطيني الميثاق الوطني مرة اخرى في حضور الرئيس كلينتون. ووصفت الصحف العبرية ما حدث في مدينة غزة الاثنين خلال زيارة كلينتون التاريخية لها بأنه "انتصار تكتيكي لنتانياهو وهزيمة استراتيجية له". وقالت صحيفة "معاريف" ان الزيارة جعلت من كلينتون "بلفور للفلسطينيين" في اشارة الى وعد وزير الخارجية البريطانية آرثر بلفور لليهود سنة 1917 بحقهم في اقامة دولة لهم على ارض فلسطين. وأضافت: "حصلت الدولة الفلسطينية على شهادة بلوغ قبل ان تحصل على شهادة ميلاد... نحن سبب كارثتهم ونحن سبب انتصارهم: اسرائيل انتظرت 12 سنة لتصل الى لقاء اول من رئيس اميركي ولم يكن اللقاء في البيت الأبيض، وانتظرت 26 سنة قبل ان يزورها رئيس اميركي"