استبعد مسؤول احدى الشركات الثلاث الرئيسية المشاركة في تطوير آبار النفط السودانية بدء عمليات التصدير قبل منتصف ايلول سبتمبر المقبل، لكنه أكد أن النفط الخام سيكون جاهزا في مستودعات محطة التصدير في ميناء بور سودان بنهاية شهر آب اغسطس. وقال "جيم باكي" رئيس شركة "تاليسمان انيرجي" الكندية ل"الحياة" أمس ان بدء التصدير في ايلول سيشكل في حد ذاته انجازا كبيرا، اذ ان جدول التنفيذ المعلن توقع تحميل أول شحنة من النفط السوداني في الفصل الرابع من العام الجاري. وعزا الانجاز الى التزام الشركات المتعهدة جداول عملها وخلو عمليات التنفيذ من العقبات المعوقة. وأضاف "ان الجهود التي بذلت على الأرض كانت ممتازة ولم نصادف عقبات يصعب التغلب عليها". وكانت الحكومة السودانية أعلنت بدء عمليات التصدير في 30 حزيران يونيو الماضي ثم رأت تأجيل الموعد الى منتصف ايلول. وأوضح الدكتور باكي أن المسؤولين السودانيين حرصوا على القول ان التأجيل تم لأسباب فنية وليس أمنية، ولكنهم تعجلوا في الأساس بدء عمليات التصدير من دون أن يمنحوا الشركات المنفذة فرصة كافية لاختبار جاهزية المنشآت والمعدات للتشغيل. صيغة نهائية ولفت مسؤول الشركة الكندية الى أن الحكومة السودانية والشركات المشاركة في تطوير عمليات الانتاج والتصدير لم تتوصل بعد الى صيغة نهائية لادارة عمليات تسويق النفط الخام في الأسواق الخارجية، ورجَّح احتمال انشاء هيئة مشتركة للتسويق واختيار مؤسسة تجارية متخصصة للقيام بعمليات البيع لصالح كل الأطراف المعنية. وأعرب عن اعتقاده أن النفط السوداني لن يطرح في السوق الفورية بل سيتم بيعه لمصافي النفط مباشرة. وقال إن كميات النفط المعدة للتصدير ستكون صغيرة نسبياً بحيث لن تؤثر في الجهود التي تبذلها منظمة البلدان المصدرة للنفط اوبيك حالياً لدعم أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية عن طريق تحديد الانتاج في بلدانها بمشاركة منتجين آخرين من خارج المنظمة. وتخطط الحكومة السودانية وشريكاتها للانتاج التجاري والتصدير بمعدل 150 ألف برميل يوميا في المرحلة الأولى. وبدأت عمليات الانتاج فعليا في 23 حزيران الماضي بضخ النفط الخام في خط الأنابيب الذي سينقله من حقول الانتاج الواقعة على مسافة 600 كيلومتر جنوب العاصمة الخرطوم الى منصة التحميل بالقرب من ميناء بور سودان بطول 1610 كلم. وأشار مسؤول تاليسمان انيرجي الى أن حقن خط الأنابيب سيستغرق 68 يوماً، وقال إن عملية الحقن التي تستخدم انتاج ستة حقول في منطقة الامتياز من بينها الحقلان الرئيسيّان "الوحدة" و"هجلج"، تسير على ما يرام وضمن الجدول المعد لها مسبقا تمهيدا لبدء عمليات التصدير من منطقة الميناء المذكور. وتبلغ الطاقة الاستيعابية لخط الأنابيب 250 ألف برميل يومياً، وناهزت كلفة انشائه مبلغ بليون دولار أميركي. شركاء ويشارك في تطوير مشروع النفط وتمويله الى جانب الحكومة السودانية كونسورتيوم يضم شركة النفط الصينية التي تبلغ نسبة مساهمتها 40 في المئة وشركة النفط الماليزية "بتروناس كاريغالي" وحصتها 30 في المئة، في حين تساهم شركة تاليسمان انيرجي بنسبة 25 في المئة وهي الحصة التي ورثتها عن صاحبة الامتياز شركة "آراكيس انيرجي" التي تملكتها في العام الفائت في صفقة سهمية قيمتها 200 مليون دولار. ويشار الى أن تاليسمان انيرجي كانت احدى الاستثمارات المهمة لشركة بريتش بتروليوم قبل بيعها في مطلع التسعينات وتنشط حاليا في التنقيب عن النفط والغاز في كندا وبحر الشمال واندونيسيا والجزائر. وأجمل الدكتور باكي نفقات المشروع حتى الآن بنحو 1.75 بليون دولار لكنه أوضح أن هذه الكلفة لا تشمل نحو بليون دولار اضافية أنفقتها شركتي "شيفرون اوفرسيز" و"شل" على عمليات الاستكشاف والتنقيب في منطقة الامتياز في آخر السبعينات وبداية الثمانينات قبل أن تقررا التخلي عن المشروع الذي انتقل امتيازه الى شركة آراكيس انيرجي في سنة 1993. ويسترد أعضاء الكونسورتيوم مساهماتهم بتقاسم حصيلة الصادرات بواقع 40 في المئة للحكومة السودانية و60 في المئة للشركات التي تنشط في تطبيق برنامج مكثف للتوسع في عمليات التنقيب والانتاج في منطقة الامتياز التي تبلغ مساحتها 50 ألف كلم مربع ويقدر احتياطها المؤكد بنحو 450 مليون برميل من النفط الخفيف 33 درجة.