أعلنت شركة "اراكيس انيرجي" البدء رسمياً في انشاء خط الانابيب الجديد المزمع استخدامه لنقل النفط الخام من حقول الانتاج في جنوب وسط السودان الى ميناء التصدير على البحر الأحمر، وكشفت تفاصيل خطة استثمارية لتمويل حصتها في مشروع النفط السوداني الذي تقدر تكاليفه بنحو بليون دولار اميركي. وقال رئيس الشركة الكندية ريموند سيج في بيان أول من أمس ان عمليات الانشاء بدأت في مواقع عدة في وقت واحد لتنفيذ البرنامج التنفيذي الرامي الى استكمال مشروع خط الأنابيب الذي يبلغ طوله نحو 1500 كلم ويستكمل منتصف السنة المقبلة، وهو الموعد المحدد مسبقاً لبدء الانتاج من آبار النفط. وذكر ان فرق العمل ستركز نشاطها على المرحلة الأخيرة من خط الانابيب قرب ميناء بور سودان حيث سيتم لاحقاً بناء مرفأ التصدير، وكذلك القسم الأوسط عند مشارف العاصمة الخرطوم فضلاً عن بناء شبكة مساعدة لتجميع النفط الخام من الآبار المنتجة تمهيداً لربطها بالخط الرئيسي في وقت لاحق. وتنفذ "الشركة الصينية للانشاءات الهندسية" مشروع خط الانابيب الرئيسي والشبكة المساعدة، وتبني الشركة الارجنتينية "تكنيت انترناشونال" مرفأ التصدير بموجب عقود الانشاءات الهندسية التي تم تلزيمها في وقت سابق من السنة الجارية وبلغت قيمتها الاجمالية نحو 850 مليون دولار. وقال شيج: "ان شحنات الانابيب بدأت تصل مطلع شباط فبراير الماضي ويتوقع انجاز نحو 40 في المئة من العقود في نهاية الشهر الجاري". ويشار الى ان عقود التوريدات كانت من نصيب الشركة الصينية "بتروليوم تكنولوجي اند ديفيلبمنت" والشركة الالمانية "مانسمان هاندل" وبلغت قيمتها 335 مليون دولار. واشار الى ان تجمع الشركات الآسيوية والكندية المشارك في مشروع النفط السوداني ينفذ في الوقت نفسه برنامج استكشاف وتطوير مكثف لرفع الطاقة الانتاجية للحقول الى 150 ألف برميل يومياً في الموعد المحدد لتشغيل خط الانابيب الذي تبلغ طاقته التصميمية 250 ألف برميل يومياً. وأوضح سيج، الذي تسلم رئاسة الشركة الكندية بعد استقالة رئيسها السابق لطف الرحمن خان أخيراً ان محطات الانتاج الأولى تشمل تطوير وتجهيز خمسة حقول رئيسية هي: الوحدة وهجليج وتوما الجنوبي والنار والتور، وتتركز جميعها داخل منطقة امتياز مساحتها نحو 50 ألف كلم وتقع على مسافة 600 كلم جنوب غربي العاصمة السودانية. ويتألف التجمع الذي تم تشكيله في بداية العام الماضي من "شركة النفط الصينية" بواقع 40 في المئة والشركة الماليزية "بتروناس كاريغالي" 30 في المئة فضلاً عن "أراكيس انيرجي" صاحبة الامتياز 25 في المئة وشركة "سودابت" التي تملكها الحكومة السودانية 5 في المئة. وقدرت الشركة الكندية حجم التزاماتها المالية للسنة الجارية بنحو 200 مليون دولار، وقالت انها تعتزم الوفاء بالتزاماتها عن طريق طرح أدوات استثمارية في كندا وأوروبا والشرق الأوسط في الشهر المقبل، وتشمل هذه الادوات سندات لشركة جديدة أنشأتها الأخيرة فضلاً عن أذونات تخول حاملها الحصول على اسهم "أراكيس انيرجي". وقالت في بيان منفصل ان الحكومة السودانية منحتها الموافقة على نقل ملكية حصتها في المشروع الى الشركة الجديدة التي تحمل اسم "ستيت انيرجي كورب". وذكرت أنها توصلت الى اتفاقات مع مؤسسات استثمارية عدة من بينها "ميدلاند ويلاند كابيتال" و"نيوكريست كابيتال" لتسويق الاصدارات المقترحة.