جددت شركة "تاليسمان انيرجي" الكندية التزامها مشروع النفط السوداني بعدما وافقت على تملك شركة "أراكيس انيرجي" الشريك المؤسس في كونسورتيوم دولي التزم تمويل عمليات التنقيب، وبناء خط أنابيب لتصدير النفط الخام عبر ميناء بورسودان بكلفة تقدر بنحو 1.4 بليون دولار أميركي. ونالت صفقة التملك موافقة مجلسي إدارة الشركتين بالاجماع ويتوقع انجازها في تشرين الأول اكتوبر المقبل. وبموجب بنود الصفقة التي أعلنتها الشركتان في بيان مشترك من مقرهما في كالغاري، ستقوم "أراكيس" بمقايضة أسهمها بأسهم "تاليسمان" بواقع عشرة الى واحد. وقال رئيس شركة "أراكيس" ريموند سيج تعليقاً على الصفقة التي بلغت قيمتها نحو 200 مليون دولار: "نحن سعداء لأن تاليسمان انيرجي ستسخر خبراتها وسجلها فضلاً عن ثقلها المالي للمساعدة في ضمان الانتقال الى مرحلة الانتاج التجاري والتصدير في موعدها المحدد، أواخر السنة المقبلة". وكانت "أراكيس"، التي تتعرض لحملات اعلامية بسبب دورها في صناعة النفط السودانية، فشلت أخيراً في الحصول على التمويل اللازم لتغطية مساهمتها في نفقات المشروع. وهذه هي المرة الثانية التي تتعرض فيها للمتاعب منذ حصولها على امتياز التنقيب عام 1993، إذ دفعتها ظروف مماثلة عام 1997 إلى التوصل الى اتفاق شراكة مع شركتي النفط الصينية والماليزية ما خفض مساهمتها الى 25 في المئة. وقدرت "تاليسمان" التزاماتها المالية في مشروع النفط السوداني في السنتين الجارية والمقبلة بنحو 380 مليون دولار لكنها تعتقد أن منطقة الامتياز التي تقع في جنوب وسط السودان وتبلغ مساحتها نحو 50 ألف كلم2 تملك احتياطاً ضخماً قدرته بين 8.5 و12.5 بليون برميل من النفط الخام. وتضم منطقة الامتياز خمس حقول رئيسية يقدر احتياطها المؤكد والمحتمل بنحو 450 مليون برميل، فيما يتوقع الكونسورتيوم الدولي المشارك في عمليات التنقيب والتطوير بدء الانتاج التجاري والتصدير في الربع الأخير من السنة المقبلة بمعدل 150 ألف برميل يومياً. وتعتبر تاليسمان التي كانت احد الاستثمارات المهمة لشركة "بريتيش بتروليوم" قبل بيعها في مطلع التسعينات أكثر الشركات الكندية الناشطة في التنقيب عن النفط والغاز خارج كندا، وتدير حالياً عمليات تنقيبية وانتاجية في كندا وبحر الشمال واندونيسيا فضلاً عن الجزائر.