حصلت شركات صينية وارجنتينية وبريطانية على عقود فردية بقيمة 1.2 بليون دولار اميركي لتنفيذ مشروع كبير لتجميع وتصدير النفط الخام من حقلين رئيسيين في السودان بطاقة اولية تصل الى 150 الف برميل يومياً. وقال توم ميلن المدير المالي لشركة "أراكيس انيرجي" الكندية ان العقود الموقّعة والتي تمثل المرحلة الاخيرة من مشرع تصدير النفط السوداني تركزت بشكل رئيسي على انشاء خط انابيب ومرفأ للتحميل فضلاً عن بناء منشآت لتجميع النفط من الآبار المنتجة في حقلي "حجلي" و"الوحدة". وذكر في تصريح من مقر الشركة في كالغاري امس ان اكبر العقود كان من نصيب شركتين صينيتين، فيما فازت شركة ارجنتينية بعقد منفصل لبناء مرفأ التصدير وتوزعت عقود التوريدات على شركات المانية وبريطانية واسكوتلندية. واشار الى ان الشركات الفائزة تم اختيارها من بين 23 شركة تقدمت بعروض للمشاركة في مشروع خط الانابيب الذي تموله مجموعة دولية تقوم بالتنقيب عن النفط في السودان وتضم شركة النفط الصينية 40 في المئة وشركة "بتروناس كاريغالي" الماليزية 30 في المئة و"أراكيس انيرجي" 25 في المئة والحكومة السودانية 5 في المئة. وشملت عقود الانشاءات الهندسية والتوريدات التي بلغت قيمتها الاجمالية نحو 850 مليون دولار عقدين منفصلين فازت بهما شركة النفط الصينية للانشاءات الهندسية التي ستقوم ببناء منشآت تجميع النفط ومدّ خط انابيب من منطقة الامتياز الى مرفأ التصدير. ويبلغ طول خط الانابيب 1610 كلم وقطره 28 بوصة، اما طاقته القصوى فتبلغ 250 ألف برميل يومياً. وحصلت شركة الانشاءات الارجنتينية "تكنيت انترناشونال" على عقد لبناء مرفأ التصدير المقرر انشاؤه بالقرب من ميناء بور سودان على البحر الاحمر. كما فاز الشركة الاسكوتلندية "ويير" بعقد لتوريد المضخات فيما تم تلزيم الشركة البريطانية "الان باور" عقداً لتوريد المولدات. وكانت شركة "بتروليوم تكنولوجي اند ديفلبمنت" الصينية حصلت في تشرين الاول اكتوبر الماضي على عقد لتصنيع وتوريد 110 كلم من انابيب النفط على ان تقوم شركة "مانسمان هاندل" الالمانية بتوريد الكميات الباقية، وبلغت القيمة الاجمالية لهذين العقدين نحو 335 مليون دولار. ولم يحدد مسؤول شركة "أراكيس انيرجي" موعداً للشروع في بناء منشآت التصدير، لكنه اشار الى ان توريد الانابيب سيبدأ في وقت متزامن اعتباراً من شهر نيسان ابريل المقبل ويستمر حتى نهاية السنة الجارية على ان يتم استكمال المشروع والبدء بانتاج النفط في الفصل الاخير من السنة المقبلة. واعتبر ميلين، الذي تسلّمت شركته اواخر 1993 ادارة منطقة امتياز مساحتها 50 ألف كيلومتر مربع في وسط السودان وقامت بعمليات واسعة للتنقيب عن النفط قبل تشكيل المجموعة الدولية بداية السنة الماضية، البدء في مدّ خط الانابيب بمثابة "حافز" للنمو والحيوية في اقتصاد السودان. ولفت الى ان برنامج عمليات الاستكشاف والتنقيب الذي اعتمدته المجموعة الدولية في السنة الماضية ادى الى تحقيق 18 كشفاً نفطياً مما ساهم في رفع تقديرات الاحتياط المؤكد لمنطقة الامتياز الى زهاء 260 مليون برميل وزيادة تقديرات اجمالي الاحتياط الى نحو 400 مليون برميل.