تحركت روسيا في اتجاه ايجاد تسوية لازمة البلقان. واطلقت مبادرة لوقف العمليات العسكرية الاطلسية ضد يوغوسلافيا تترافق مع انسحاب للقوات الصربية من الاقليم وعودة النازحين الالبان الى ديارهم تحت حماية دولية. وعلمت "الحياة" في موسكو ان المبعوث الروسي فيكتور تشيرنوميردين سيحمل الى بلغراد اليوم خطة للانتشار الدولي في الاقليم تتضمن مشاركة قوات من اسرة الدول المستقلة وتحديدا من دولتين اسلاميتين هما اذربيجان واوزبكستان ودولتين سلافيتين هما روسيا واوكرانيا، ما يشكل ضماناً لكل الاطراف. راجع ص 7 وفي غضون ذلك، قال أحد كبار الخبراء الدوليين العاملين في البلقان ل"الحياة" إنه لا يتوقع أن يتمكن النازحون من العودة إلى ديارهم قبل مرور سنتين أو ثلاث سنوات على الأقل. وذكر أن إقليم كوسوفو يحتاج إلى تعيين مفوض سام من جانب "منظمة التنمية والتعاون في أوروبا" كما حصل في البوسنة لتنسيق جهود إعادة التعمير فيها، مقدّراً أن إعادة تعمير الاقليم المهدم قد تكلف أكثر من ثلاثة بلايين دولار. راجع ص 13 وعلى صعيد آخر، اعلن ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان احتمال تدخل قوات برية للحلف الاطلسي في كوسوفو سيناقش خلال قمة دول الحلف في واشنطن الجمعة، على هامش الاحتفال بخمسينية الاطلسي. وأضاف ان المناقشات ستشمل ايضا الحفاظ على الامن في الدول المجاورة ليوغوسلافيا. وواصلت طائرات الحلف الاطلسي غاراتها على الاهداف العسكرية والحيوية في كوسوفو وصربيا، في اليوم التاسع والعشرين من الحملة على يوغوسلافيا، فيما اعترفت بلغراد بأن مقر الحزب الاشتراكي الحاكم بزعامة الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش اصيب بصاروخين اطلسيين. ويضم المقر هوائيات ارسال للتلفزيون والاذاعة. وفي الوقت نفسه، أبدى الاطلسي انفتاحاً على نائب رئيس الوزراء اليوغوسلافي فوك دراشكوفيتش. وأعلن الناطق باسم الحلف جيمي شي ان تصريحات اطلقها دراشكوفيتش اول من امس حول ضرورة التحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الصربية بعد انتهاء الحرب في كوسوفو كانت "مشجعة". كما رحب الناطق باتهام دراشكوفيتش التلفزيون الصربي ب"اخفاء الحقيقة" حول غارات الاطلسي، وقال: "آمل بألا يكون الوحيد في بلغراد الذي يفكر على هذا النحو". وجاء ذلك في وقت ابدت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت قلقها على مستقبل رئيس جمهورية الجبل الاسود ميلو ديوكانوفيتش الذي قالت انه يسعى الى الحفاظ على قدر من الاستقلالية عن صربيا. وأشارت في مجلس النواب امس الى اشتباكات في الجمهورية بين الشرطة والقوات اليوغوسلافية التي تأتمر بأوامر بلغراد. وفي تطور يعكس صعوبة محاولة الاطلسي فرض حظر نفطي على يوغوسلافيا، اعلنت شركة "تكساكو" الاميركية انها شحنت كميات من الوقود الى جمهورية الجبل الاسود في العاشر من الشهر الجاري، أي بعد ثلاثة اسابيع من بدء الحملة الاطلسية. واستعدت روسيا لتقديم خطة من ثلاث مراحل الى بلغراد، يعلن في المرحلة الاولى منها "وقف متزامن" لعمليات حلف الاطلسي ضد يوغوسلافيا وعمليات القوات الصربية في كوسوفو. وتبدأ بلغراد سحب وحدات الجيش وقوات الامن من الاقليم. وتشرع في توفير ظروف تكفل عودة اللاجئين تحت اشراف دولي. وفي المرحلة الثانية يعود اللاجئون في اطار "مهمة انسانية" تقوم بها منظمة الامن والتعاون في اوروبا. وفي المرحلة الثالثة يعقد مؤتمر سلام في دولة محايدة.