أوضح تلفزيون بلغراد ان قبول يوغوسلافيا بوجود أجنبي في كوسوفو الذي أعلن عنه نائب رئيس الوزراء فوك دراشكوفيتش ينسجم مع الموقف الصربي منذ مفاوضات رامبوىيه. وابتعدت غارات حلف شمال الأطلسي أمس عن العاصمة، وأسقطت الطائرات مع القنابل منشورات تشرح هدف العمليات العسكرية الأطلسية، فيما احتفل اليوغوسلافيون بعيد الفصح الأرثوذوكسي. وأعلن التلفزيون ان التصريح الذي أدلى به نائب رئيس الحكومة الاتحادية اليوغوسلافية فوك دراشكوفيتش الى صحيفة فرنسية وأعلن فيه القبول بوجود أجنبي في كوسوفو لضمان تطبيق الاتفاق الذي تجري حوله المفاوضات مع الزعيم الألباني ابراهيم روغوفا "ينسجم مع الموقف الذي تم اعتماده منذ مفاوضات رامبوييه وهو القبول بالحكم الذاتي للاقليم والاشراف الدولي شرط بقاء الاقليم ضمن صربيا وعدم انتشار قوات عسكرية تابعة للحلف الأطلسي أو بقيادته فيه". وأشار التلفزيون الى أن المفاوضات مع روغوفا حققت تقدماً كبيراً ويتوقع ان يصدر بيان مفصل عن اتفاق خلال الاسبوع الجاري. وركزت طائرات الأطلسي غاراتها خلال اليومين الماضيين على وسط صربيا واقليم كوسوفو. وأفادت مصادر الحلف ان ذلك يعود الى سوء الأحوال الجوية، لكن المواطنين لا يستبعدون أن يكون بداية لانحسار الضربات، مع بدء أعياد الفصح الارثوذكسي الصربي بالتقويم القديم وصولاً الى توقفها بعد أيام عدة "خصوصاً ان مخزون صواريخ كروز الأميركية بدأ يتناقص بشكل لم يكن متوقعاً". وألقت طائرات الأطلسي ملايين المنشورات فوق يوغوسلافيا لشرح موقف الحلف من الغارات التي لن "تتوقف الى أن يوقف ميلوشيفيتش أعماله العدائية، ويسحب قواته من كوسوفو ويسمح للاجئين بالعودة، ويوافق على نشر قوة دولية لحفظ السلام وعلى اطار سياسي لإقامة حكم ذاتي في هذا الاقليم الصربي". ودان ناطق باسم وزارة الاعلام الصربية الاجراء الذي اتخذته حكومة هنغاريا "تملقاً لاسيادها المعتدين الأميركيين الذين جروها الى الحلف الأطلسي"، ناسية علاقات الجوار والمصالح المتبادلة، عندما عرقلت مرور أكثر من 80 شاحنة محملة بالامدادات الانسانية في الأراضي المجرية وهي في طريقها الى يوغوسلافيا "وتعمدت ألا تصل المواد بالتزامن مع بداية عيد الفصح". وحذر الناطق الحكومة الهنغارية من "مغبة التمادي في الارتماء في أحضان الذين يريدون الهيمنة على منطقة البلقان وإذلال شعوبها الى حد تقديم التسهيلات للطائرات التي تعتدي على يوغوسلافيا". ورد تلفزيون بلغراد على ما أعلنه الحلف الأطلسي من أنه دمر ثُلثي المواقع العسكرية في يوغوسلافيا وقال "إذا كان ذلك صحيحاً، فلماذا لا ينقضون على الثلث المتبقي ويحققون أحلامهم في إذلال الصرب". وزفّ التلفزيون بشرى الى المواطنين اليوغوسلاف بأنه "تم اسقاط ثلاث طائرات غادرة خلال يومين فوق فويفودينا شمال صربيا والجبل الأسود وكوسوفو".