دخلت الحرب الأطلسية - اليوغوسلافية اسبوعها الرابع في ظل وجود مبادرة سياسية لانهاء الازمة طرحتها المانيا معلنة انها جاءت بعد مشاورات دولية موسعة شاركت فيها الدول الأوروبية وروسيا والأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، وجرى التطرق اليها في محادثات وزيري خارجية اميركا وروسيا مادلين اولبرايت وايغور ايفانوف، وكذلك في المحادثات التي اجراها امس في بلغراد الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو والرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش راجع ص6 و7. ويقوم جوهر المبادرة على ايجاد صيغة لاشراك الأممالمتحدة في الحل وروسيا في صوغه ووضعه موضع التطبيق. وهي تربط بين وقف العمليات الاطلسية وانسحاب القوات الصربية من كوسوفو، وبين عودة اللاجئين وانتشار قوة امنية، وتطالب بوضع الاقليم تحت ادارة دولية في انتظار الحل النهائي. غير ان الجديد في المبادرة الألمانية هو انها تطرح افكاراً جديدة لحل عقدة القوة الدولية المكلفة تنفيذ أي اتفاق. فهي تقترح تعديلاً على تركيبتها بحيث تضم قوات من دول غير اطلسية روسيا تحديداً وتعديلاً آخر على مرجعيتها بحيث يتأمن حضور لمجلس الأمن يضفي شرعية دولية على الحل. وسارع المستشار الألماني غيرهارد شرودر الى توضيح ان الاطلسي سيبقى قائداً للقوة ولو انها غير متشكلة حصراً من جنود تابعين لدوله، وكذلك فعل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي اوضح انه "لا يمكن ادخال تعقيدات على البنية القيادية". وإذا كانت المبادرة شكلت الموضوع الرئيسي في اجتماع رؤساء الجمهورية والوزراء الأوروبيين مساء امس بحضور الأمين العام للأمم المتحدة فان حلف الاطلسي اعلن انه يرحب بها ويعتبرها "مساهمة مفيدة جداً وضرورية" وإن كان يرجئ تأييده لها الى حين اجراء المشاورات اللازمة، وكذلك اعلنت واشنطن انها "تناقشها" وتربط موقفها منها بقبول بلغراد شروط الحلف لوقف النار. وجاء الموقف اليوغوسلافي في تصريح مشترك للرئيسين ميلوشيفيتش ولوكاشينكو اوضحا فيه ان بلغراد "تقبل فقط بمراقبين مدنيين من دول ومنظمات دولية لم تشترك في العدوان الذي تتعرض له يوغوسلافيا، للاشراف على تسوية شاملة تضمن عودة جميع النازحين الى ديارهم في الاقليم اياً تكن تبعيتهم القومية او الدينية". وأفاد لوكاشينكو انه اطلع ميلوشيفيتش على "المبادرات الجديدة المطروحة لحل ازمة كوسوفو" وأضاف: "علمت بالخطوط التي تتوقف عندها التنازلات اليوغوسلافية". وأكد ميلوشيفيتش ان بلاده "لا تزال متمسكة بالنهج السلمي لحل ازمة كوسوفو من خلال المفاوضات المباشرة التي تضمن تسوية عادلة تكفل الحقوق المشروعة لكل الجماعات العرقية في الاقليم". وشدد على رفضه "الضغوط والتهديدات وعدوان الاطلسي". من جهة اخرى، اكدت منظمة المؤتمر الاسلامي تقديم مساعدة من 150 مليون دولار الى لاجئي كوسوفو. وأعلن مركز الاعلام الصربي ان غارات الاطلسي أوقعت 64 قتيلاً وأصابت عشرين بجروح في قصفها قافلتين تضمان آلافاً من اللاجئين غرب كوسوفو.