بروكسيل، لندن، بلغراد، واشنطن "الحياة"، أ ف ب، رويترز - قصفت طائرات حلف شمال الأطلسي طوابير دبابات للجيش الصربي ومصنع سيارات ومحطات للوقود في كوسوفو، واصيب في الهجوم على المصنع أكثر من مئة عامل، حسب المصادر الصربية. ولاحظ الجيش الألماني أن هناك مؤشرات إلى توقف الهجوم الصربي في كوسوفو. فيما استمر النقاش في العواصم الأوروبية في شأن التدخل العسكري البري وظهرت بوادر اشتباكات بين "جيش تحرير كوسوفو" والقوات الصربية على الحدود بين يوغوسلافيا وألبانيا. وصرح مسؤول في الحلف، طلب عدم ذكر اسمه، أمس الجمعة ان الحلف ضرب طوابير دبابات صربية، مشيراً إلى أن الأحوال الجوية السيئة تعرقل الغارات. وأضاف ان الأهداف الأخرى التي ضربها الحلف ليل الخميس - الجمعة هي خزانات محروقات، ومصنع للسيارات، موضحاً أن القصف لم يستهدف بلغراد وبريشتينا. وقال رئيس مجلس إدارة مصنع "زاستافا" الذي ينتج السيارات والأسلحة الخفيفة في يوغوسلافيا ان أكثر من مئة من عماله اصيبوا بجروح خطيرة أمس الجمعة عندما أصابت القذائف المصنع في الساعات الأولى من الصباح. من جهة أخرى، لم يستبعد وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر في بون ان يرسل الحلف قوات برية الى كوسوفو، مؤكداً أن المانيا ما زالت تعارض هذا الخيار. وعبر فيشر عن شكه في فكرة اقامة منطقة حماية لألبان كوسوفو، معتبراً أنها ستكون استراتيجية تنطوي على المخاطرة. وأوضح ان ذلك سيعني "تقسيم كوسوفو ومنح الجنوب الى البانيا وهذا يؤثر أيضاً على وجود مقدونيا". وصرح رئيس هيئة أركان الجيوش الألمانية هانز بيتر فون كيرغباخ ان هناك "مؤشرات" إلى توقف هجوم الجيش اليوغوسلافي في كوسوفو وان هذا الجيش يتراجع على ما يبدو إلى مواقع دفاعية. وأوضح المسؤول العسكري الألماني خلال مؤتمر صحافي في بون ان ثمة تفسيرات عدة محتملة، لكن "من المؤكد ان عمليات حلف شمال الأطلسي ألحقت أضراراً بقدرة الجيش اليوغوسلافي على التحرك ضمن وحدات". وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني روبن كوك أمس إنه ليس هناك خطط لغزو كوسوفو برياً، وان القوات التي ترسل إلى ألبانيا المجاورة غير مجهزة لمثل هذا العمل. وتابع كوك إذا كانت قوات الحلف في البانيا دخلت كوسوفو من دون موافقة بلغراد وفي ظل وجود الجيش اليوغوسلافي في الاقليم "فلن يكون ذلك في اطار الجهود الانسانية بل سيكون عليهم شق طريقهم بالقتال كقوة غازية". وأضاف "ليس لدينا قوات كافية هناك وليس لدى القوات المعدات الثقيلة فليس لديها دبابات ولا نعتزم المخاطرة بقواتنا وسط هذه الظروف. هذا لن يحدث". وفي تيرانا، أعلن مسؤول من منظمة الأمن والتعاون في اوروبا ان القوات الصربية وجيش تحرير كوسوفو تبادلا نيران الرشاشات على الحدود بين يوغوسلافيا والبانيا في وقت مبكر صباح أمس وسقطت قذيفتا مورتر على الاراضي الالبانية. وقال اندريه انجيلي المتحدث باسم المنظمة بدأ "الاشتباك الساعة السادسة صباحاً ومراقبونا يقيمون الوضع عن بعد". وانسحب مراقبو المنظمة، ومعظمهم اعضاء سابقون في بعثة تقصي الحقائق في كوسوفو، من الاقليم قبيل بدء غارات حلف الاطلسي، ويراقبون القتال الدائر في منطقة تروبوي التي تبعد 300 كيلومتر شمالي العاصمة الالبانية تيرانا.