هددت الازمة في اقليم كوسوفو باتخاذ منحى جديداً بعدما ازدادت المخاوف من ان تنجرّ دول مجاورة وفي مقدمها البانيا الى الصراع. وجاء ذلك في وقت اعلن جيش تحرير كوسوفو انه سينتقم من مرتكبي مجزرة قرية راتشكا. ودعا الألبان الى الانخراط في صفوفه فيما اعلنت حكومة بلغراد انها ستواصل اجراءاتها في ملاحقة "الارهابيين الذين يحظون بدعم المراقبين الدوليين". واندلع امس الاحد قتال جديد في محيط قرية راتشكا التي قتل اكثر من 50 من سكانها في مجزرة ارتكبتها القوات الصربية يوم الجمعة الماضي وذلك بعدما اقتحمت وحدات صربية القرية اثناء تشييع الضحايا الألبان. وانسحب المراقبون الدوليون والصحافيون أمس من المنطقة احتجاجاً على اجراءات القوات الصربية التي اعتبروها "استفزازية ادت الى فرار سكان القرية الى الجبال والغابات المجاورة". وأطلقت القوات الصربية قذائف المدفعية ونيران الاسلحة الرشاشة في كافة الاتجاهات المحيطة بقرية راتشكا. وذكرت انها "ردت على نيران الارهابيين الذين منعوا الخبراء الصرب من التحقيق في الحوادث التي وقعت في المنطقة". ووصف رئيس جمهورية صربيا ميلان ميلوتينوفيتش الاتهامات التي وجهها رئيس بعثة المراقبين الأوروبيين وليام ووكر اميركي للقوات الصربية بارتكاب مجزرة ضد المدنيين الألبان بأنها "مجرد كذب وتزوير متعمد للحقيقة". وقال ميلوتينوفيتش في تصريح نقله تلفزيون بلغراد امس ان "ووكر يتناسى انه في دولة مستقلة ذات سيادة اسمها يوغوسلافيا ولا يمكنه التصرف وإصدار الاوامر كما يحلو له". ووصف رئيس صربيا ما افاد به ووكر بأنه "استمرار للدعم الذي يقدمه للارهاب الذي يمارسه الانفصاليون الألبان في اقليم كوسوفو الذي هو جزء من جمهورية صربيا". وأشار ميلوتينوفيتش الى ان حكومة صربيا "لن تقبل بممارسات ووكر التي تمثل دور القاضي والمدعي في وضع كوسوفو". وأعلنت القوات اليوغوسلافية في بيان اصدرته امس ان وحداتها الحدودية "احبطت محاولة تسلل قامت بها مجموعة ارهابية من البانيا الى كوسوفو وصادرت كمية من الاسلحة التي كانت بحوزتها". وأضاف البيان ان القوات اليوغوسلافية استمرت طوال يوم امس الاحد "في حملة تمشيطية واسعة للمنطقة الحدودية ومطاردة فلول الارهابيين الذين تمكن قسم منهم من العودة الى الأراضي الالبانية". ووصف الرئيس الألباني السابق صالح بريشا الوضع في كوسوفو بأنه "اصبح مسألة حياة او موت بالنسبة للشعب الالباني". ودعا في تصريح نشرته صحيفة "البانيا" الصادرة في تيرانا امس الألبان اينما كانوا "للاستعداد للحرب والدفاع عن انفسهم وخصوصاً في البانيا وكوسوفو حيث تتواصل الجرائم والمذابح والاعتداءات الصربية". وأصدر جيش تحرير كوسوفو بياناً عبر وكالة "كوسوفو برس" التي يشرف عليها اكد فيه ان "قواته ستنتقم من المجرمين الصرب الذين قتلوا 51 البانياً في قرية راتشكا بينهم 6 من المقاتلين في صفوف قوات الجيش". ودعا جيش التحرير الألبان كافة "للانضمام الى صفوف مقاتليه والمشاركة في حرب شاملة لانهاء العدوان الصربي في كوسوفو". واعتبر المراقبون تصريح الرئيس السابق بريشا وبيان جيش تحرير كوسوفو بأنهما "دليل على اصرار الألبان على مقاومة القوات الصربية مهما كانت النتائج حتى وان ادى الصراع الى امتداد الحرب الى الدول المجاورة في منطقة البلقان". وعم الغضب امس انحاء كوسوفو بسبب المجزرة الرهيبة التي ارتكبتها القوات الصربية. وشارك السكان الألبان في الحداد العام الذي دعا اليه الزعيم المعتدل ابراهيم روغوفا. وفي لاهاي، اعلنت المدعية العامة لمحكمة جرائم في مناطق يوغوسلافيا السابقة لويزا اربور انها قررت السفر الى جمهورية مقدونيا والانتقال منها الى اقليم كوسوفو "لأنها تملك تفويضاً من مجلس الأمن بالتحقيق في الجرائم ضد الانسانية التي ترتكب في الاقليم". لكن تلفزيون بلغراد عقب امس على تصريح اربور بأن السلطات الحدودية اليوغوسلافية "لن تسمح لأي اجنبي بدخول الأراضي اليوغوسلافية اذا لم تكن لديه تأشيرة". وتواصلت امس الادانات الدولية للمجزرة البشعة التي حدثت في قرية راتشكا. وعقد مجلس سفراء حلف شمال الاطلسي اجتماعاً في بروكسيل بحثوا الوضع في كوسوفو والرد الذي سيقوم به الحلف على الهجمات التي يتعرض لها السكان الألبان.