سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
روسيا تتهم اميركا ب "محاولة فرض هيمنتها" وتنبه اوروبا الى خطورة قيام "بؤرة تطرف اسلامي" ... ومجلس الامن يواجه "فيتو" غربي . واشنطن تحذر بلغراد من الرد بأسلحة الدمار الشامل
استأنف حلف شمال الاطلسي ضرباته ضد يوغوسلافيا لليوم الثاني على التوالي مساء امس فيما اعلن الرئيس الاميركي بيل كلينتون ان على الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش ان يختار بين السلام او استمرار الضربات الاطلسية للحد من قدرة بلاده على شن حرب. وجاء ذلك في وقت اكد وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين ان الغارات الجوية الاطلسية ضد يوغوسلافيا "مستمرة حتى تحقق اهدافها" بانصياع ميلوشيفيتش لارادة الغرب والتوقيع على خطة السلام الدولية بشأن كوسوفو. راجع ص6 و7 و8 وفي المقابل، شنت موسكو هجوماً هو الاعنف من نوعه على الولاياتالمتحدة واتهمتها بأنها تريد ان تفرض هيمنتها على العالم. وجاء ذلك على لسان وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الذي انتقد الدول الأوروبية التي تماشي اميركا وحذرها من قيام "بؤرة تطرف اسلامي" في القارة. وأرفقت روسيا موقفها بتحرك في مجلس الأمن حيث تقدم مندوبها سيرغي لافروف بمشروع قرار يطلب "الوقف الفوري لاستخدام القوة العسكرية" ويدعو الى "استئناف المفاوضات" بين بلغراد والغرب. ورد المندوب الاميركي بيتر بيرلي بتأكيد ان بلاده ستعارض مشروع القرار الروسي وستستخدم حق النقض فيتو ضده. كما اكد المندوب البريطاني جيرومي غيرنستاك ان بلاده ستتخذ موقفاً مماثلاً. وفي وقت اتضح ان الضربات الاطلسية الحقت اضراراً بالغة بمنشآت صناعية في صربيا، اكدت مصادر البيت الأبيض لپ"الحياة" ان المخططين العسكريين لم يستبعدوا في حساباتهم اقدام بلغراد على الرد بأعمال تخريبية تستهدف مفاعلات نووية في دول مجاورة لها. وقال احد هذه المصادر ان الادارة الاميركية انذرت ميلوشيفيتش من عواقب الرد باستخدام اسلحة الدمار الشامل، كالاسلحة الكيماوية او صواريخ ارض - ارض، لاحداث "كارثة" من نوع ما. وقال المصدر ان المبعوث الاميركي ريتشارد هولبروك وآخرين ابلغوا ميلوشيفتش انه "يجب الاّ يقع تحت اي وهم ويبادر الى مثل هذه الاعتداءات لانه سيلقى رداً بالغ القوة". وبدا ان الرد الأولي لبلغراد كان في كوسوفو نفسها حيث شنت القوات اليوغوسلافية الهجمات الاعنف من نوعها ضد السكان. وأغلقت كل من رومانيا والبوسنة والبانيا ومقدونيا اجواءها امام حركة الطائرات المدنية بسبب حال الحرب في يوغوسلافيا. وجاء ذلك بعدما هددت بلغراد بتوجيه الضربات الى اي دولة تقدم التسهيلات لقوات الحلف الاطلسي "التي تعتدي على يوغوسلافيا". وشهدت العاصمة المقدونية سكوبيا امس تظاهرات صاخبة طافت شوارع المدينة وطالبت بخروج قوات الحلف الاطلسي من مقدونيا. وأحرق المتظاهرون جزءاً من مبنى السفارة الاميركية في سكوبيا والسيارات التي كانت في ساحتها وأحرقوا العلم الاميركي. ولم تستطع قوات الشرطة الكبيرة التي كانت تحمي مبنى السفارة منعهم. كما هاجم المتظاهرون الفندق الذي ينزل فيه الصحافيون الاجانب وقذفوه بالحجارة. وأفادت الأنباء في يوغوسلافيا ان اكثر من خمسين موقعاً تم قصفها بالصواريخ والقذائف الموجهة. وأصاب القصف موقعين مهمين جداً في ضواحي العاصمة بلغراد، احدهما مصنع "زاستافا" للسيارات في نوفي بلغراد بلغراد الجديدة الذي ينتج سيارات يوغو المأخوذة من غولف الألمانية وزاستافا التي تنتج بامتياز من شركة فيات الايطالية وهو اكبر مصنع للسيارات في يوغوسلافيا السابقة. والهدف الثاني للضربات الاطلسية كان مطار باتانيتسا الذي يقع شمال غربي بلغراد وفيه منشآت كبيرة للسلاح الجوي اليوغوسلافي. كما سمعت انفجارات شديدة مساء امس في اماكن عدة من اقليم كوسوفو. ودعا الناطق باسم الحزب الاشتراكي الصربي الحاكم ايفيتسا داتشيتش روسيا "الى الاسراع في تقديم مساعدات عسكرية ليوغوسلافيا" وقال داتشيتش الذي يعتبر ناطقاً باسم الرئيس اليوغوسلافي: "اننا نتوقع من روسيا ان تقدم المساعدات التي تتناسب مع عنف مجرمي الحلف الاطلسي".