هددت روسيا باستئناف تصدير السلاح الى بلغراد ونقل سلاح نووي الى بيلاروس، رداً على الغارات الاطلسية ضد الصرب. وقررت دعوة مجلس الامن الى الانعقاد، فيما اعتبر قرار رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف الغاء زيارته الى واشنطن مؤشراً لاحتمال العودة الى زمن الحرب الباردة. وذكر بريماكوف انه اتخذ قراره بعد سلسلة اتصالات مع نائب الرئيس الاميركي البرت غور الذي ابلغه ان احتمال الضربة العسكرية "في حددو 98 في المئة"، وعرض عليه اصدار بيان مشترك عن تأجيل الزيارة الا ان بريماكوف قرر قطعها من جانب واحد وأمر قائد الطائرة التي كانت تقله بالعودة ادراجه فوق المحيط الاطلسي. واشار بريماكوف في تصريحات صحافية الى ان الضربات ستؤدي الى "الاضرار" بالعلاقات الروسية - الاميركية. وعقد فور عودته الى موسكو، لقاءات مع كبار المسؤولين واتصل بالرئيس بوريس يلتسن لتحديد ما وصفه وزير الدفاع ايغور سيرغييف ب "اجراءات متكافئة" تنوي روسيا اتخاذها رداً على القصف. وذكر وزير الخارجية ايغور ايفانوف ان الاهداف المعلنة للعمل العسكري لن تتحقق وتوقع "تصعيد العنف" وسقوط مزيد من الضحايا وتزايد عدد اللاجئين. واضاف في تصريح اصدره ظهر امس ان العمل العسكري "يمكن ان يبدأ في غضون ساعات" وقال ان ازالة التوتر الحالي يمكن ان تؤمن عبر خطوات عدة، بينها اقدام بلغراد على توقيع الوثيقة السياسية التي اعدت مسودتها في فرنسا بعد ازالة الخلافات مع الألبان في شأنها. وشدد ايفانوف على ان موسكو ستدعو مجلس الامن الى جلسة طارئة للنظر في احتمال انسحاب روسيا من قرارات المقاطعة المفروضة على بلغراد نظراً الى "انتهاك الاطلسي هذه القرارات". واضاف انه ابلغ نظيرته الاميركية مادلين اولبرايت ان "عواقب فادحة" سوف تترتب على بدء العمليات. ولم يخف الوزير احتمال تزويد بلغراد بالسلاح مؤكداً ان "من حق الدولة التي تتعرض الى عدوان ان تملك وسائل للدفاع عن نفسها". وفي اشارة الى اجراءات اخرى ذكرت وكالة انباء "ايتار تاس" الرسمية ان موسكو قد تتراجع عن قرارها السابق تزويد ايران بالمعدات العسكرية وتقوم باعادة السلاح التكتيكي الى بيلاروس بعد ان سحب منها اثر انهيار الاتحاد السوفياتي. وحذّر وزير الدفاع ايغور سيرغييف من "فيتنام اوروبية". وذكر ان قادة الاطلسي يتوهمون اذا تصوّروا ان "النزاع الذي يحاولون حسمه بالقوة لن يخرج من اطر يسعون الى حصره فيها". واعلن ان موسكو تخطط ل "لزيادة التأهب القتالي" استعداداً للطوارئ. والى جانب الاستعدادات العسكرية والشروع في تزويد بلغراد بالسلاح، دعا رئيس البرلمان غينادي سيليزنيوف الى مراجعة سياستنا كلها فقد تكون الحاجة انتفت الى هيئة الاممالمتحدة اذا كان الاطلسي يتخذ قرارات العمليات العسكرية من دون موافقة مجلس الامن". واشار الرئيس السوفياتي السابق ميخائل غورباتشوف الى ان الولاياتالمتحدة منفلتة العقال". وقال ان قرار الاطلسي بقصف يوغوسلافيا يعني "خلخلة كل هياكل النظام العالمي" والغاء دور مجلس الامن والاممالمتحدة. وادى تصعيد المواجهة مع واشنطن، الى هبوط حاد في سعر الروبل. واشار عدد من الساسة الى الخسائر التي ستتكبدها روسيا بسبب حجب قروض صندوق النقد الدولي. ووصفت صحيفة "كوميرسانت" قرار بريماكوف بقطع زيارته الى واشنطن وما نتج عنه من وقف المفاوضات مع المسؤولين الاميركيين ومدير الصندوق ميشيل كامديسو، بأنه "خيانة للوطن". واضافت ان رئيس الوزراء تصرف "كشيوعي وبلشفي يتجاهل مصالح الوطن من اجل تضامن اممي لا يفهمه احد سوى الاعضاء السابقين في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي". وفي ردّ غير مباشر على مثل هذه الاتهامات قال بريماكوف "نحن لا ننوي المتاجرة بالمبادئ" وطالب بفصل واضح بين المواقف السياسية والتعامل الاقتصادي - المالي مع صندوق النقد الدولي. وفي اوكرانيا، قرر البرلمان انهاء "الوضع غير النووي" للبلاد، رداً على موقف حلف الاطلسي من بلغراد. وكانت اوكرانيا تخلت عن السلاح النووي اثر انهيار الاتحاد السوفياتي وسلمته الى روسيا، ولكن برلمانها اصدر امس قراراً اعتبر فيه العمل العسكري ضد يوغوسلافيا عدواناً على دولة ذات سيادة، وقرر العودة عن قرار سابق باعلان اوكرانيا دولة غير نووية "لمواجهة النوايا العدوانية التي يضمرها حلف الاطلسي للدول غير المنتمية اليه".