بدأت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت مفاوضات صعبة في موسكو امس الاثنين تناولت العلاقات الثنائية وبرامج التسلح الاستراتيجي والقضايا الاقليمية الملتهبة. واعرب وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف عن الامل في "تقريب المواقف" الا ان وزارة الدفاع شنت هجوماً عنيفاً على واشنطن، فيما لمحت مصادر روسية الى احتمال استئناف التعاون العسكري مع طهران. وحاول الجانبان التعتيم على نتائج اليوم الاول من محادثات اولبرايت وايفانوف، على امل استكمالها اثناء عشاء غير رسمي يقيمه رئيس الحكومة يفغيني بريماكوف للوزيرة الاميركية. واكتفى ايفانوف بالاشارة الى ان المفاوضات "بدأت في جو بناء وعملي" واعرب عن الثقة بأن المواقف سوف "تقترب" وتستمر العلاقة على اساس "الشراكة المتكافئة". الا ان المراقبين اشاروا الى انزعاج موسكو من تهميش الدور الروسي ومحاولة الولاياتالمتحدة انتهاك معاهدة شبكة الصواريخ المضادة للصواريخ التي عقدت في 1972. وفي مقابلة مع تلفزيون "ان.تي.في" الروسي قالت اولبرايت ان المعاهدة تشكل "حجر الزاوية" في برامج مراقبة التسلح لكنها اضافت انها"قابلة للمراجعة". واشارت الى ان الولاياتالمتحدة قد تتخذ قراراً نهائياً يبدأ تنفيذه بعد سنة او سنتين بهدف التصدي لاحتمالات استخدام "بلدان اخرى" اسلحة الدمار الشامل. غير ان مسؤول التعاون العسكري في وزارة الدفاع الجنرال ليونيد ايفاشوف اتهم الولاياتالمتحدة بأنها "تنتهك عن عمد" المعاهدة. وقال في حديث الى وكالة "ايتار تاس" الحكومية ان الشبكة التي نشرت في داكوتا الشمالية تغطي دائرة قطرها ثلاثة آلاف كيلومتر اي جميع اراضي الولاياتالمتحدة في حين ان القطر المسموح به في المعاهدة لا يتعدى 150 كيلومتراً. وأكد ايفاشوف ان ذلك "يضع روسيا في موقف غير متكافئ". وفي محاولة للضغط على واشنطن نقلت وكالة "انترفاكس" عن مصادر في مجمع الانتاج الحربي قولها ان موسكو قد تستأنف التعاون العسكري مع ايران قريباً. وأكدت تلك المصادر ان رئيس الوزراء السابق فيكتور تشيرنوميردين كان قطع "وعداً شفوياً" بالامتناع عن توقيع عقود جديدة مع طهران بعد تنفيذ الصفقات المبرمة سابقاً، الا ان موسكو يمكن ان تراجع الآن موقفها في ضوء حاجتها الى المال حالياً. وكانت اولبرايت اكدت في حديثها التلفزيوني ان واشنطن تملك "براهين قاطعة" على تعاون "غير بناء" بين طهران وثلاث مؤسسات روسية فرضت عليها عقوبات اميركية ما اثار استياء بالغاً في موسكو. وذكر مدير الديوان الرئاسي نيكولاس يورديوجا ان الاميركيين رفضوا تقديم اي "اثباتات" تدعم ادعاءاتهم بتسريب معلومات صاروخية ونووية الى ايران. ومن المفترض ان تناقش في الجولة الثانية من محادثات اولبرات وايفانوف صباح اليوم القضايا الاقليمية وفي مقدمها العراق وكوسوفو حيث يتخذ الجانبان مواقف متباينة للغاية. وأكدت الوزيرة الاميركية ان "احتمالات العمل العسكري ضد بلغراد ما زال قائماً" ولكنها لم تتطرق الى الشأن العراقي.