ألحقت الغارات الجوية على العراق ضربة قوية بالعلاقات بين واشنطنوموسكو. وأعرب الرئيس بوريس يلتسن عن "غضبه" ووصف العمليات العسكرية بأنها "انتهاك فظ" لميثاق الأممالمتحدة وطالب بوقفها على الفور. وتوقع أحد مساعديه وقف المصادقة على معاهدة "ستارت 2"، فيما يتوقع أن ينظر البرلمان في انسحاب روسيا من نظام العقوبات من طرف واحد. ووصفت الخارجية الغارات بأنها "عدوان" و"انتهاك غير مسبوق" لميثاق الأممالمتحدة. وحذرت من أن طبيعة العلاقات بين موسكووواشنطن "ستكون مرهونة بالخطوات اللاحقة". وأكد يلتسن أنه "غاضب". وحذر من عواقب خطيرة "لن تقتصر على العراق، بل تتعداه إلى المنطقة المجاورة كلها". ورفض اجراء اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي تأكيداً لانزعاجه، فيما أكد مساعده للشؤون الدولية سيرغي بريخودكو أن معاهدة "ستارت 2" لخفض الأسلحة الاستراتيحية، لن تبرم في الظروف الحالية. ويتوقع ان يدرس مجلس الدوما النواب قراراً يدعو إلى انسحاب روسيا من نظام العقوبات من جانب واحد ووقف اللقاءات مع المسؤولين الأميركيين والبريطانيين. وشارك عدد من النواب ورؤساء الكتل البرلمانية في تظاهرات أمام مقر السفارة الأميركية. وأوضح رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف ان "العمل العسكري تتحمل مسؤوليته الإدارة الأميركية"، مشدداً على أن روسيا "طلبت منها إلا تعمد إليه". وكشف ان ريتشارد بتلر كان تعهد أثناء زيارته الأخيرة إلى موسكو باغلاق ثلاثة من ملفات التسلح الأربعة. ولكن التطورات اللاحقة كانت "مفاجئة" لروسيا وخارجة عن صلاحية رئيس "أونسكوم". وتضمن بيان أصدرته وزارة الخارجية تلميحاً إلى قراءة موسكو لدوافع العمل العسكري. وذكر ان بتلر كان يفترض ان يقدم وثائق لاغلاق ملفات التسلح ولكن الأمور تطورت في اتجاه آخر، "ما يدفع إلى التفكير في الأسباب الفعلية للضربة". وشددت الوزارة على أن أحداً لا يحق له التحدث باسم الأممالمتحدة أو ان "ينسب لنفسه وظائف الحاكم العالمي". وحظي موقف السلطة التنفيذية بتأييد واسع من كل الكتل البرلمانية. ووصف الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف العمل الأميركي بأنه "ارهاب دولي" وحمّل يلتسن مسؤولية التراخي في التعامل مع الولاياتالمتحدة. وطلب رئيس مجلس الدوما غينادي سيليزنيوف الدعوة إلى انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة للنظر في "اختلال التوازن" العالمي. ووردت أنباء متناقضة عن احتمال اعلان التعبئة في البحرية الروسية. وذكرت وكالة "انترفاكس" ان التعبئة أعلنت فعلاً في بحر الشمال، فيما أكدت قيادة اسطول البلطيق أنها "لم تتلق أوامر" في هذا الشأن. وأعلن وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ان بتلر "يتحمل مسؤولية شخصية في تطور الأحداث لذا ستصر موسكو على أن يتم تغييره بخبراء أكثر دراية بأصول المهنة وأكثر خبرة".ووصف ايفانوف تصرفات بتلر بأنها "غير مسؤولة" وأنه "اتخذها من تلقاء نفسه" مشيراً الى أن القرار الذي قدمه في 15 كانون الأول ديسمبر الماضي والذي "اتخذ ذريعة" للاعتداء الأميركي على العراق، قدم صورة مشوهة لتعاون بغداد مع البعثة الدولية. وشدد على أن بتلر فشل في مهمته.