سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نتانياهو يؤكد بدء عملية طويلة رداً على مقتل جنرال للاحتلال في جنوب لبنان ... و"حزب الله" ينفي اطلاق صواريخ كاتيوشا . اسرائيل تلغي "تفاهم نيسان" وتعلن حرباً شاملة على لبنان
اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، مساء امس، بدء رد جوي وبحري وبري على لبنان. فيما اعلن رئيس الاركان الاسرائيلي شاوول موفاز "ان الرد سيطول ما اقتضى الامر". واعتبر نتانياهو ان هذا التحرك قد ينهي عملياً "تفاهم نيسان" الذي اتهم "حزب الله" ب "خرق منهجي" له. وقال : "اذا لم نتصرف فإن الوضع سيصبح اكثر سوءاً". وقال شهود ان هناك حشوداً عسكرية كبيرة على طول الحدود بين لبنان واسرائيل. واوضح نتانياهو ان "العملية ستستمر حسب تقدير اسرائيل للظروف". فيما أكد وزير الدفاع موشي ارينز ان اسراذيل بدأت رداً على عملية حاصبيا "آمل بان يكون مفهوماً جيداًً ممن يفترض ان يفهموه". وشنت اسرائيل مساء امس غارات واسعة على مناطق مختلفة في لبنان، وذلك في رد على مقتل الجنرال إيريز غيردشتاين وعسكريين آخرين وصحافي من الإذاعة الإسرائيلية العامة، بانفجار عبوتين زرعتهما "المقاومة الإسلامية"، في موكبهم "المصفّح" ظهر أمس في منطقة حاصبيا في عمق الشريط الحدودي المحتل جنوبلبنان. راجع ص 2. وقرابة الثامنة والنصف ليلاً اغارت الطائرات الحربية الاسرائيلية على مبنى أوتيل "الخوام" الواقع على اطراف مدينة بعلبك قرب رأس العين داخل حرج للصنوبر. وفيما أفادت مصادر امنية عدم سقوط ضحايا قال "حزب الله" ل"الحياة" ان "الفندق مهجور منذ مدة وخالٍ من اي تواجد ولم نبلّغ حتى الآن عن حصول اصابات". وقد جبهت الطائرات بالمضادات الارضية التابعة للجيش اللبناني والمقاومة. ونحو التاسعة الا ربعاً شنت الطائرات الاسرائيلية سلسلة غارات استهدفت وادي القيسية وجباع ومرتفعات اقليم التفاح وخراج كفرا ودير قنطار وجبل الزعتر قرب تبنين والصنوبر وعين كفرا وعين الملولة والجميجمة ومجدل سلم وعين المزراب في الجنوب. وأغارت طائرات اخرى على منطقة الناعمة الخط الساحلي لجنوببيروت في وقت حلقت طائرات اسرائيلية في اجواء الضاحية الجنوبية وعرمون والدوحة. وفيما تحدثت الاذاعة الاسرائيلية ليلاً عن سقوط صواريخ كاتيوشا شمال اسرائيل لم تفد غرفة العمليات في "حزب الله" عن اطلاق اي صاروخ في الجنوب. وجاء مقتل غيردشتاين قائد وحدة الإرتباط في الجيش الإسرائيلي مع "جيش لبنانالجنوبي" وهو حامل أعلى رتبة يقتل في لبنان منذ الإجتياح عام 1982، بعد أقل من خمسة أيام على مقتل قائد الوحدات الخاصة في قوة المظلّيين الإسرائيليين المقدّم إيتان بلحسان وضابطين آخرين من وحدات النخبة، في مواجهة مع "المقاومة الإسلامية" الجناح العسكري ل"حزب الله" في البقاع الغربي. ونقلت القناتان الأولى والثانية في التلفزيون الإسرائيلي عن ناطق عسكري إسرائيلي "ان اربعة قتلوا بينهم الجنرال غيردشتاين ومرافقاه احدهما سائقه الشخصي عماد أبو ريش"، توعد رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بأن "اسرائيل ستعرف كيف تردّ على الهجمات التي تتعرض لها في جنوبلبنان". ونقلت عنه "وكالة فرانس برس" قوله في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني فايز الطراونة في ختام محادثاته في عمّان ان بلاده "لا يمكنها ان تسمح بالهجمات المتكررة ضد أراضيها وجنودها في جنوبلبنان"، مضيفاً "ان المشكلة في لبنان عميقة وليست هادئة وهي مشكلة يجب حلّها". وفي المقابل، بثّ تلفزيون "المنار" التابع ل"حزب الله"، بعد ساعات على إعلان "المقاومة الإسلامية" مسؤوليتها عن تفجير العبوتين في عمق الشريط الحدودي المحتل، تصريحاً للأمين العام ل "حزب الله"السيد حسن نصرالله حيّا فيه "مجاهدي المقاومة على العملية البطولية النوعية الجريئة التي نفّذها مجاهدو المقاومة ضد الطغيان الصهيوني في منطقتنا". وقال: "ان هذا النصر الجديد سيشكل بكل تأكيد بداية تحوّل كبير في حركة المقاومة وآمال الناس، وسيترك آثاره المهمة في شعوب المنطقة خصوصاً لبنان وفلسطين". وأكد رئيس الوزراء الدكتور سليم الحص من أرنون، في أول زيارة لمسؤول رفيع للمنطقة المحاذية للشريط المحتل، "ان الدولة اللبنانية تدعم المقاومة لأنها تجسّد رفض الشعب اللبناني والدولة للإحتلال بكل ألوانه وللإعتداءات المتكررة على أرضه وشعبه". وكشف مصدر لبناني رسمي ل"الحياة" ان الجيش اللبناني في جهوزية تامة لمواجهة اي عدوان اسرائيلي محتمل خصوصاً بعد التهديدات المتكررة التي يطلقها نتانياهو ومسؤولون إسرائيليون آخرون، وان الحكومة اللبنانية تترقب تطورات الموقف في تل أبيب. ولفت الى "ان العملية التي نفذتها المقاومة الاسلامية في كوكبا وجاءت بعد نحو ساعة من زيارة الحص لأرنون، لا تشكل خرقاً لتفاهم نيسان ابريل، إذ أنها استهدفت عسكريين إسرائيليين بعيداً من المناطق الآهلة، وأن ما حصل يبقى في إطار ما نص عليه التفاهم". وأوضح ان الحكومة اللبنانية "باشرت إتصالاتها الديبلوماسية داعية الجهات الدولية المعنية إلى تحمّل مسؤولياتها حيال أي عدوان إسرائيلي".