وجه رئيس الوزراء التركي بولند أجاويد نداء أمس إلى مقاتلي حزب العمال الكردستاني للاستسلام والاستفادة من قانون الرحمة. وقال أجاويد في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون: "أيها الشباب في الجبال ادعوكم إلى الاستسلام". وأضاف: "كل واحد منكم سيستفيد من قانون التوبة، وستتولى الدولة حمايته". ووعد بإقرار القانون مباشرة بعد اجراء الانتخابات التشريعية في نيسان ابريل المقبل. ويعتبر انعقاد البرلمان في الظرف الحالي أشبه بالمستحيل بسبب انشغال كثير من النواب بالحملة الانتخابية. وكان أجاويد أكد بعد لقاء مع الرئيس سليمان ديميريل ورئيس هيئة أركان الجيش، أنهما شددا على الحاجة إلى تمديد العمل بقانون التوبة بهدف "تشجيع من في الجبال على الاستفادة من القانون". وقال أجاويد أمس إنه حصل على موافقة كل الأحزاب السياسية على تمديد القانون الذي يخفّض العقوبة على المتمردين الذين يسلمون أنفسهم. وأضاف: "المحافظون وقوات الأمن والمدعون العامون اعطوا الأوامر بهذا الشأن". وخاطب المقاتلين الأكراد مجدداً: "لقد وصلتم إلى نهاية الطرق... وحان الوقت لانقاذ انفسكم من الذين القوا بكم إلى النار وبقوا يعيشون مرفهين في الفيلات ... اعطوا عائلاتكم والإنسانية فرصة. مدوا أياديكم إلى الشعب وساعدوا على تقدم شعبنا". إلى ذلك، استمرت القوات التركية بقصف معسكرات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وذكرت وكالة أنباء الاناضول ان طائرات هليكوبتر القت بيانات تدعو المقاتلين الأكراد إلى الاستسلام وتعدهم بمعاملة حسنة. وقال مسؤولون عسكريون أتراك ان الجيش التركي بدأ أمس تنفيذ انسحاب جزئي من شمال العراق. وأضافوا ان أربعة آلاف جندي انسحبوا من المنطقة الجبلية التي كانوا يلاحقون فيها مقاتلي "الكردستاني". لكن قوات أخرى بقيت في المنطقة لتنفيذ عمليات تمشيط بحثاً عن قواعد للحزب الكردستاني. في غضون ذلك، ذكرت الصحف التركية امس ان محاكمة زعيم حزب العمال عبدالله اوجلان ستبدأ على الارجح في العاشر من نيسان ابريل المقبل، اما الحكم بحقه فسيصدر في وقت ما في ايار مايو. ويبدو ان الحكومة التركية تتجه الى اجراء "محاكمة سريعة" للزعيم الكردي، بهدف تجنب ما قد تثيره من زوبعة اعلامية وتظاهرات احتجاج داخل تركيا وخارجها. وذكرت الصحف ان الادعاء سيوجه الى اوجلان في آذار مارس المقبل تهمة الخيانة العظمى، وسيعطى محاموه فرصة خمسة عشر يوماً لمراجعة قرار الاتهام وتحضير الدفاع على ان تبتدأ جلسات المحاكمة بعد ذلك. وأشارت الصحف الى ان عائلات القتلى من الجيش التركي والمدنيين ممن قضوا في المواجهات مع حزب العمال الكردستاني سيحضرون الجلسات، وان القانون التركي يسمح لأقرباء اوجلان كذلك بحضور المحاكمة. كما سيسمح للصحافيين بالحضور وتغطية جلسات المحاكمة. ويذكر في هذا الاطار، ان اجراءات بناء مركز اعلامي على جزيرة "امرلي"، حيث يحتجز اوجلان وحيث ستجرى المحاكمة، بدأت قبل يومين. وحتى الآن لا تزال الحكومة التركية مصرّة على رفض حضور مراقبين او محامين اجانب على رغم النداءات والضغوط الدولية. ويواجه اوجلان حكم الاعدام بحسب القانون التركي. ونقلت احدى الصحف عن رئيس الوزراء انه لا يمكن اعطاء ضمانات بأنه لن يُعدم "فالقضية ستأخذ مجراها القانوني". ويحتاج تنفيذ حكم الاعدام في تركيا الى موافقة البرلمان. ومع انه لم ينفذ اي حكم بالاعدام منذ 1984، فإن منظمات حقوق الإنسان التركية والدولية لم تتوقف عن المطالبة بإلغائه. على صعيد آخر، تواصلت ليل الجمعة - السبت تظاهرات الاحتجاج والصدامات بين الشرطة والمتظاهرين الأكراد في العديد من المدن التركية. ففي ضاحية باهجفيلار اسطنبول انفجرت قنبلة مما ادى إلى تدمير متاجر عدة وسيارة، بحسب ما أوردت وكالة أنباء الاناضول. كذلك تم احراق باص وسيارات وشاحنات صغيرة في الضاحية نفسها. كما اشتعلت النيران في مبنى لبنك من طابقين نتيجة قنبلة مولوتوف. وقالت الوكالة إن الشرطة اعتقلت 15 شخصاً من المتظاهرين، كذلك ذكرت ان الشرطة اعتقلت 18 عضواً في حزب الشعب الديموقراطي، الحزب الكردي الوحيد المرخص له في تركيا. لكن ناطقاً باسم الحزب قال إن عدد اعضائه المعتقلين منذ احتجاز أوجلان وصل إلى 1500 شخص في مختلف أنحاء تركيا.