علق السفير الاميركي مارك باريس على عملية استسلام مجموعة من انصار زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، يوم السبت الماضي، معتبراً ان "تركيا نجحت خلال السنوات الأخيرة في حربها ضد حزب العمال الكردستاني وهي الآن امام فرصة لحل هذه القضية وآمل بأن تستغل انقرة هذه الفرصة". واشار الى ان تركيا "تغيرت كثيراً" خلال العام الماضي. أعلن محامو اوجلان انه سيسمح لهم غداً الأربعاء بلقاء العناصر الثمانية من حزب العمال الكردستاني الذي سلموا انفسهم الى تركيا يوم الجمعة الماضي. وسيتولى المحامون الدفاع عن المجموعة التي لا يزال افرادها يستجوبون لدى الاستخبارات العسكرية ومدعي محكمة أمن الدولة وسيعرضون على المحكمة اليوم. ويتوقع ان تصدر امراً رسمياً بالقاء القبض عليهم وتحويلهم الى السجن في محافظة قان. وذكرت مصادر قضائية تركية ان على افراد المجموعة ان يعلنوا ندمهم وان يطلبوا خطياً الاستفادة من قانون الندامة حتى يحق لهم ذلك وإلا فإنهم سيحاكمون مثل أوجلان وبالتهمة نفسها وعقوبتها الاعدام، ما يتعارض مع اهداف استسلام المجموعةالى تركيا. وكان علي صابان قائد المجموعة وعضو مجلس رئاسة حزب العمال الكردستاني صرح قبل تسليم نفسه مع رفاقه ان هدفهم هو "اثبات صدق نيات الحزب في التخلي عن السلاح والمشاركة بشكل فعّال في الحياة السياسية التركية وخدمة التحولات الجديدة في هذه السياسة"، معرباً عن اعتقاده بأن تركيا تشهد تحولات جذرية حالياً. وكان الجيش التركي وصف عملية استسلام هذه المجموعة بأنها "مناورة جديدة" من الكردستاني لكسب الوقت وشكك في صدق نيات الحزب، فيما رفضت السلطات التركية الدخول في حوار مع محامي اوجلان لترتيب عملية الاستسلام. الا ان السلطات التركية قدمت بعد ذلك ضمانات لمحامي أوجلان للحفاظ على حياة هذه المجموعة التي سلمت نفسها بناءً على ذلك. ويرى البعض ان قبول السلطات التركية هذه المجموعة قد يكون بداية لحوار بينها وبين الحزب. وافيد أن هذه المجموعة جلبت معها رسائل الى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وقائد الأركان ورئيس البرلمان، تم التكتم بشدة على مضمونها. كما ربط البعض بين توقيت هذه العملية في وقت يزور رئيس الوزراء بولند أجاويد واشنطن. وقد اجاب أجاويد عن اسئلة الصحافيين حول القضية الكردية قائلاً ان الوضع تغير بعد القاءالقبض على أوجلان وان "ما يمكن نقاشه الآن من حلول اكثر مما كان معروضاً قبل خمس سنوات". لكن مصادر تركية مطلعة اعتبرت أنه "يصعب تخيل حزب العمال الكردستاني في اي حل للقضية الكردية"، وقالت ل "الحياة" ان ذاكرة الشعب التركي لا تزال "تعاني من آثار الحرب" مع هذا الحزب وان بعض الأوساط الاوروبية كان يراهن على مسعى لرؤساء البلديات السبعة اكراد موالون لأنقرة في جنوب شرق الأناضول الذين التقوا الرئيس سليمان ديميريل. الا ان أوجلان لا يزال يصر على الامساك بكل خيوط الحلول خصوصاً بعدما أمر بحل البرلمان الكردي في اوروبا واصرّ على ان يكون الحوار مع السلطات التركية عن طريق حزبه وحده على رغم القاء القبض عليه والحكم عليه بالاعدام. ويذكر ان جلسة النظر في طلب استئناف حكم الاعدام الذي صدر بحق اوجلان ستعقد يوم الخميس القادم وسيتحدد خلالها موعد جلسة النطق بالحكم النهائي. وعبر محامو اوجلان ل"الحياة" عن عدم تفاؤلهم بنتيجة الحكم وانهم يتوقعون تصديق محكمة الاستئناف عليه .