وصفت مصادر كردية مطلعة تحدثت إليها "الحياة" أمس، الأنباء عن وجود زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان في العراق أو لبنان بأنها "تسريبات مخابراتية". وأكدت أن أحداً لا يعرف على وجه التأكيد مكان وجود الزعيم الكردي. فيما نفى رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد التقارير التي نشرتها صحيفة "حريت" ومفادها ان انقرة اكتشفت مكان اوجلان الذي غادر ايطاليا في السادس عشر من الشهر الجاري، وأنها استأنفت التحركات الديبلوماسية الساعية لتقديمه إلى المحاكمة. وذكرت "حريت" القريبة من الحكومة ان جهاز المخابرات التركي تعقب زعيم حزب العمال الكردستاني إلى دولة في الشرق الاوسط هي العراق أو لبنان وربطت الصحيفة بين هذا الخبر وزيارة آيدن كاراهان مساعد وزير الخارجية التركي إلى لبنان، التي وصفتها بأنها محاولة لاقناع السلطات اللبنانية بعدم استضافة أوجلان. وفي معرض نفيه، اعتبر أجاويد أن هذه التقارير "إشاعات تظهر وتختفي... ولكننا لا نملك أي تأكيد رسمي لها". وأكدت مصادر كردية موثوق بها ل "الحياة" أن الزعيم الكردي "لا يزال في مقره السري الجديد في إحدى الدول الأوروبية، وهو ملتزم اتفاق جنتلمان مع مسؤولي الدولة المضيفة أن لا يدلي بأي تصريحات ولا يتصل بالصحافة أو أي منظمات سياسية، بما في ذلك منظمته، حتى إشعار آخر". وذكر المصدر القريب من أوجلان "ان الترتيب الجديد بين اوجلان والدولة التي تستضيفه حالياً، جرى التوصل اليه بمساعدة ايطاليا ووساطتها". وفي بيروت، أكد رئيس الوزراء اللبناني الدكتور سليم الحص ان لا صحة لما نشر عن وجود زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان في لبنان. وقال إن مثل هذه الانباء كانت نشرت قبل أيام وانه أجرى فور إحاطته بها اتصالات بالمديرية العامة للأمن العام اللبناني، التي سارعت الى نفيها. ونقلت "وكالة انباء الأناضول" عن سفير تركيا في بيروت ناظم دوملو قوله ان لبنان أكد لتركيا ان أوجلان لا يوجد في أراضيه. وأشار دوملو ان "الديبلوماسيين اللبنانيين أكدوا لنا ان الزعيم الارهابي ليس موجوداً في الاراضي اللبنانية، وانه يستحيل عليه الدخول اليها". وأثار وصول أوجلان إلى ايطاليا قادماً من روسيا في تشرين الثاني نوفمبر الماضي عاصفة ديبلوماسية بين انقرة وروما. ورفضت السلطات الايطالية تسليم أوجلان لتركيا لأن الدستور الايطالي يحظر تسليم المتهمين إلى دول تطبق عقوبة الاعدام. وقضت محكمة ايطالية بالافراج عن اوجلان في وقت لاحق وسمحت له بمغادرة البلاد