أبلغ مصدر قريب من حزب العمال الكردستاني "الحياة" امس ان زعيم الحزب عبدالله اوجلان "لا يزال في موسكو ويقيم في احدى ضواحيها، في انتظار انتقاله الى بلد آخر" لم يحدده المصدر. وتزامن ذلك مع تصريح لرئيس الوزراء التركي بولند اجاويد نقل فيه عن "مصادر موثوق بها جدا" ان الطائرة التي اقلت اوجلان من روما مساء الجمعة الماضي، حطت في مطار في ضواحي العاصمة الروسية. وأفادت مصادر روسية مطلعة تحدثت الى "الحياة" ان المطار الذي عناه اجاويد هو مطار "تشكالوفسك" العسكري القريب من موسكو والذي تردد على نطاق واسع ان اوجلان وصل اليه. وفي وقت اكدت الاوساط الرسمية في انقرة انها ستطارد اوجلان اينما حلّ من اجل القاء القبض عليه واحضاره للمحاكمة، قال وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ان رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف "أوعز الى الهيئات المختصة التحقيق في المعلومات حول وصول اوجلان الى موسكو والتأكد اذا كان انتقل عبر روسيا الى بلد آخر". ويذكّر هذا الموقف بالذي اتخذته موسكو سابقاً في "عدم نفي او تأكيد" ان اوجلان مرّ في اراضيها لدى انتقاله الى روما اواسط تشرين الثاني نوفمبر الماضي. لكن لفت انظار المراقبين، اعلان النيابة العامة الروسية انه "لا توجد مبررات قانونية لتسليم اوجلان الى تركيا، في حال اتضح انه موجود في روسيا". في غضون ذلك، اصدرت جبهة التحرير الكردستانية وهي الواجهة الرسمية لحزب العمال، بياناً في موسكو اكدت فيه ان اوجلان ينوي "التحفظ موقتاً" عن اعلان مكان وجوده وذلك "لأسباب امنية ولرغبته في عدم احراج البلد الذي يقيم فيه". وكانت اليونان اعتذرت عن عدم استقبال اوجلان اثر محادثات اجراها هناك الرجل الثاني في حزب العمال غني يلماز، كما نفت اوكرانياوبيلاروسيا واستونيا ان يكون اوجلان وصل اليها في حين تحدثت مصادر اعلامية ايطالية عن احتمال انتقاله الى جنوب افريقيا او ليبيا. غير ان مصادر قريبة من حزب العمال الكردستاني ابلغت "الحياة" في روما امس ان اوجلان لا يزال يراهن على دور اوروبي في حلّ قضية الاكراد في تركيا، لذا فإن الارجح ان تكون دولة اوروبية هي وجهة سفره المقبلة. وجاء ذلك وسط كلام عن مفاوضات اجراها الاكراد مع السلطات الفنلندية بهدف توفير "ملجأ موقت" لزعيمهم. وكانت التكهنات في الصحف الايطالية وصلت أمس الى حدّ ان بعضها نشر ان الزعيم الكردي لم يغادر ايطاليا بل انتقل من روما الى مدينة أخرى.