أعلنت حركة "طالبان" أمس انها فرضت قيوداً جديدة على تحركات اسامة بن لادن ونشاطاته في أفغانستان، وانها ستدرس إعادة النظر في قرارها اعتباره "ضيفاً" عليها إذا ثبت انه خالف القيود السابقة المفروضة عليه. لكن الولاياتالمتحدة التي يأتي قرار "طالبان" أمس بعد محادثات اجرتها معها في باكستان الأسبوع الماضي، جددت تمسكها بأن على الحركة الحاكمة في كابول "طرد" ابن لادن. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي بي جي كراولي "الحياة"، تعليقاً على قرار "طالبان" تقييد تحركات اسامة بن لادن ان الادارة الاميركية ابلغت الحركة الأفغانية بوضوح ضرورة "طرد ابن لادن من افغانستان ليواجه العدالة لدوره في تفجير" السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام في آب اغسطس 1998. وأضاف كراولي ان على "طالبان" مسؤولية دولية بالتعاون في مكافحة الارهاب "وان واجبها هو طرد" ابن لادن. وكانت "طالبان" أعلنت بعد ظهر أمس، في بيان نقلته وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية، تقييد لقاءات ابن وحرمانه من التسهيلات كافة الممنوحة اليه، بما في ذلك شبكات الاتصال السلكية واللاسلكية. وتابع البيان ان "مجموعة مراقبة" كُلّفت متابعة تحركاته، وان الحركة "ستعيد النظر في وضع ابن لادن ضيفاً، اذا انتهك هذه القيود". وكانت حركة "طالبان" أشارت قبل صدور البيان إلى إحتمال مغادرة ابن لادن أفغانستان إلى دولة يختارها "من دون أي ضغوط أو إكراه"، بحسب قول الناطق باسمها ملا وكيل أحمد متوكل لپ"الحياة" امس. ونفى متوكل أن يكون الأميركيون اشترطوا إبعاد ابن لادن الى دولة معينة في مقابل تخليهم عن المطالبة بتسليمه اليهم لمحاكمته بتهمة التورط في تفجيري السفارتين الاميركيتين في افريقيا. وجدد في الوقت نفسه تمسك الحركة برفض طرد ابن لادن، على اعتبار انه "ضيف على الشعب الأفغاني". واضاف: "لا توجد أي أدلة على تورطه في ما يدعيه الأميركيون الذين لم يقدموا خلال محادثاتهم معنا أي أدلة على مزاعمهم". وتتخوف مصادر "طالبان" من ضربة أميركية قريبة على الأراضي الافغانية. وأبلغ "الحياة" مصدر رفيع المستوى وقريب من زعيم الحركة ملا محمد عمر أن "ما يتردد عن استعدادات تقوم بها الولاياتالمتحدة بما في ذلك نشرها قوات في دول مجاورة، يشير إلى احتمال وقوع عدوان أميركي جديد على الشعب الأفغاني".