أعلنت حركة "طالبان" انها تعتبر أسامة بن لادن بريئاً من الاتهامات التي وُجّهت اليه بالارهاب بعدما انقضت امس المهلة التي حددتها من أجل تقديم "الأدلة" ضده. لكن الولاياتالمتحدة رفضت موقف هذه الحركة الحاكمة في كابول، وأصرّت على محاكمة ابن لادن. وكانت المحكمة العليا التابعة ل "طالبان" حددت مهلة حتى العشرين من تشرين الثاني نوفمبر لواشنطن لتقدم ادلة على الاتهامات الموجهة لابن لادن. وقال رئيس القضاة لدى "طالبان" نور محمد ثاقب لوكالة "اسوشيتد برس" في مقابلة اجرتها معه في مقر المحكمة العليا في كابول: "انتهت المهلة. ولم تقدّم اميركا اي دليل". وتابع: "من دون ادلة، ابن لادن رجل لا ذنب عليه ... انه حر". واوضح انه انتظر من دون جدوى ان تقدم واشنطن "ادلة" على تورط ابن لادن في عمليات ارهابية. واعتبر ان اميركا هي من يتحمل المسؤولية بسبب صمتها عن الموضوع. وقال: "انهم يتهمون اسامة بن لادن بكل شيء يحصل من أي مكان في العالم. لكن الحقيقة تكمن في تقديم الدليل ... ولم يقدموا لنا أي دليل". كذلك نقلت وكالة "فرانس برس" عن ناطق باسم "طالبان" ان حركته باتت تعتبر اسامة بن لادن بريئاً من اي عمل ارهابي، وانه يبقى على الرحب والسعة في افغانستان. وقال الناطق: "حددنا مهلة حتى يقدموا لنا ادلة حول ضلوع اسامة في الاعتداءين في كينيا وتنزانيا ولم يتمكن اي احد من تقديم اي دليل ... فتمت تبرئته". واضاف: "يمكنه ان يقيم في افغانستان بوصفه ضيفاً مسلماً. لكن النشاط السياسي او العسكري لا يزال محظوراً عليه". واوضح الناطق ان المحكمة العليا الأفغانية برأت اسامة بن لادن من كل التهم الاميركية حول ضلوعه في اعتداءي السابع من آب اغسطس الماضي على سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا اللذين اسفرا عن 259 قتيلاً. وفي واشنطن، أكد مسؤولون اميركيون، في ردهم على الموقف الجديد ل "طالبان"، ان واشنطن ستواصل جهودها لتقديم ابن لادن للمحاكمة. لكن ناطقاً باسم وزارة الخارجية رفض التعليق مباشرة على إعلان الحركة الأفغانية "براءة" ابن لادن. وقال ل "الحياة" انه لا يريد ان يتحدث عن الموضوع "بلهجة تهديد". واضاف ان بلاده لن تتراجع عن سعيها الى تحقيق سلام في افغانستان عبر التحدث الى الفصائل كافة بما فيها "طالبان"، وانها، كذلك، لن تتخلى عن موضوع اسامة بن لادن المتهم بالضلوع في تفجيري نيروبي ودار السلام. وقال مسؤول اميركي ان "طالبان" تسلّمت بالفعل "نسخة من لائحة الاتهامات الأميركية الى ابن لادن، وهي لائحة عامة تُفصّل تورطه في جرائم ارهابية عدة". وشكك في جهود "طالبان" لمحاكمة ابن لادن، قائلاً ان "الولاياتالمتحدة تكرر طلبها ان على طالبان ان تطرد ابن لادن الذي اتُهم رسمياً في عملية القتل بدم بارد ل 263 بريئاً كينياً وتنزانياً واميركياً، من اجل جلبه للمحاكمة بسرعة"