ابدى أسامة بن لادن استعداده لمغادرة أفغانستان شرط ان تساعده حركة "طالبان" على الوصول الى وجهة سفره وان لا يطلع أحد على ذلك سوى زعيم الحركة ملا محمد عمر وشخص آخر من جماعة ابن لادن. وقال الناطق باسم "طالبان" ملا محمد طيب ل"الحياة" في اتصال هاتفي اجرته معه في معقل الحركة في قندهار ان ابن لادن ارسل خطاباً بهذا المعنى الى ملا محمد عمرالذي وعد بدرس الموضوع مع مجلس شورى الحركة وإعطاء جواب في غضون يومين أو ثلاثة. وشككت مصادر أفغانية مطلعة تحدثت اليها "الحياة" في أن يغادر ابن لادن أفغانستان واعتبرت أن المسألة لا تعدو كونها مناورة على غرار ما حصل في العام الماضي، حين أُعلن اختفاء ابن لادن داخل أفغانستان إثر اشتداد الضغوط الدولية على الحركة وتصاعد التهديدات الأميركية بضرب أفغانستان. ولم تقتنع واشنطن بهذه الشروط. واكد مسؤولون اميركيون على ضرورة معرفة الى اين سيتوجه ابن لادن، مشددين على ان الادارة الاميركية تطالب بتسليمه الى جهة ما لمحاكمته بتهمة التورط في تفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام، صيف العام الماضي. لكن مصادر أخرى لم تستبعد ان يعمد ابن لادن إلى نقل مكاتبه إلى العراق كونه الدولة الوحيدة التي ربما توافق على استقباله. وكشفت المصادر ان ابن لادن كان التقى وفداً عراقياً عرض استضافته العام الماضي. كما لم تستبعد أن يتوجه إلى الشيشان حيث لديه بعض الأتباع من المقاتلين هناك. وتزامنت هذه التطورات مع إعلان "طالبان" حكومة جديدة وتأكيد وزير الخارجية الجديد وكيل أحمد متوكل سعيه الى ازالة سوء الفهم مع واشنطن. وكانت تقارير تحدثت عن توصل الجانبين الى صفقة تتناول إبعاد ابن لادن أو تسليمه، في ظل تهديد مجلس الامن بفرض عقوبات على الحركة بحلول اواسط الشهر المقبل اذا لم يتم تسليمه. واشنطن وفي واشنطن، أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية أمس ان حركة "طالبان" لم تتصل بالإدارة الاميركية لإبلاغها هذا التطور. وقال انه اذا كان ذلك صحيحاً فإنه لن يلبي شروط المجتمع الدولي التي وردت في قرار مجلس الأمن الذي يصر على ضرورة ابعاد ابن لادن الى دولة يواجه فيها العدالة. وأضاف المسؤول ان الاتصالات الاميركية مع "طالبان" والتي جرى خلالها تداول أفكار محددة، لم تؤد الى حل للمشكلة حتى الآن، مشيراً الى استعداد الإدارة الاميركية لمتابعة المحادثات مع "طالبان". وشدد مسؤول في مجلس الأمن القومي على "وجوب ان نعرف اين سيكون ابن لادن. نريده ان يواجه العدالة. وإذا طرد أو خرج الى مكان آخر فسنستمر في السعي الى محاكمته أينما ذهب".