نيفي-ايلان اسرائيل، رام اللهالضفة الغربية - أ ف ب - انهى المفاوضون الفلسطينيون والاسرائيليون امس جولة جديدة من المحادثات وسط خلافات كبيرة لا سيما حول قضيتي الاستيطان والاتفاق على خرائط المرحلة الثانية من اعادة الانتشار العسكري. واعرب الجانب الفلسطيني عن امله في ان تساعد زيارة وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت المرتقبة الى المنطقة في حل هذه الخلافات. وكان الوفدان الى محادثات الوضع النهائي عقدا ظهر امس في نيفي - ايلان قرب القدس جولة جديدة من المفاوضات هي السابعة بينهما، وترأس الديبلوماسي عوديد عيران الجانب الاسرائيلي فيها في حين ترأس وزير الاعلام والثقافة الفلسطيني ياسر عبدربه الوفد الفلسطيني. وصرح عبدربه في ختام المحادثات: "ناقشنا مجددا موضوع الاستيطان ولم نتلق من الجانب الاسرائيلي جوابا مقنعا على ما طرحناه حول هذه المسألة". وأضاف: "نريد من الحكومة الاسرائيلية جوابا، ونأمل في ان يكون هذا الرد ايجابيا في ما يتعلق بوقف الاعمال الاستيطانية حتى الانتهاء من مفاوضات الحل النهائي". وعبّر عبدربه عن امله في أن تسهم جولة اولبرايت المقبلة الى المنطقة في اتخاذ موقف حاسم من موضوع الاستيطان وكذلك في حل مشكلة اعادة الانتشار الثانية. وقال: "نأمل في ان تنجح الزيارة في حل مشكلة الخرائط واتخاذ موقف حاسم وواضح من الاستيطان حتى تتقدم العملية الى الامام". يشار الى ان اولبرايت ستبدأ في مطلع الاسبوع المقبل زيارة الى اسرائيل والمناطق الفلسطينية في مسعى منها لدفع المفاوضات التي تشهد تعثرا. ويصل المبعوث الاميركي دنيس روس الى المنطقة قبل اولبرايت بأيام عدة للتحضير لزيارتها. لكن مسؤولا اسرائيليا طلب عدم ذكر اسمه القى امس شكوكا حول امكان تحقيق هذه الاهداف، وقال ان "فرص التوصل الى اتفاق، ولو حول ملف واحد، ضئيلة". واشار خصوصا الى ان مواقف الطرفين من مسألة اللاجئين الفلسطينيين النازحين في العام 1948 "متباعدة جدا". وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك قد صرح الاثنين انه لن يسمح اطلاقا لهؤلاء اللاجئين بالعودة الى اسرائيل، لكن الناطق باسمه غادي بالتيانسكي اعتبر اول من امس ان باراك "ما زال مقتنعا بامكان التوصل الى اتفاق-اطار في شباط فبراير حول جميع مسائل الخلاف مع الفلسطينيين". من جهة اخرى، قدم الفلسطينيون الى الجانب الاسرائيلي وثيقة تطلب من اسرائيل توقيع معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية في اطار الترتيبات الامنية بين الطرفين. ويقول خبراء غربيون ان اسرائيل تمتلك 200 رأس نووي وصواريخ قادرة على حملها. الى ذلك، اشار عبدربه الى ان الوفد الاسرائيلي قدم تصورا حول مستقبل العلاقات الاقتصادية بين الطرفين. ووصف المسؤول الفلسطيني الافكار الاسرائيلية بانها "قد تكون مفيدة للمفاوضات السياسية"، لكنه شدد على اهمية التوصل الى حل سياسي اولا. وذكرت مصادر مقربة من الوفد الفلسطيني ان الجانب الاسرائيلي عرض على نظيره الفلسطيني اقتراحات باصدار عملة فلسطينية واعتماد وحدة جمركية بين الطرفين. وقالت المصادر ان الورقة الاسرائيلية تتضمن "حق كل طرف في اصدار عملته الخاصة باتفاق البنوك المركزية". وفي ما يتعلق بالجمارك اقترح الجانب الاسرائيلي جملة من الافكار تشمل "فرض الجمارك على سلع الاخر او اعتماد وحدة جمركية او فصل كامل مع بعض الاستثناءات". وسيلتقي الطرفان مجددا الاثنين المقبل لمواصلة محادثاتهما التي قال عبدربه ان الفلسطينيين سيقدمون خلالها ورقة حول قضية اللاجئين.