لقد فقد الصوماليون ذاتهم وشخصيتهم وكيانهم وانهارت دولتهم. وتم تدمير ما بنوه من بنية تحتية ومؤسسات انتاجية ومرافق عامة، وما حققوه من انجازات في 39 سنة هي عمر جمهورية الصومال التي ظهرت الى حيز الوجود في سنة 1960م. الصوماليون هم شعب متجانس وتجمع بينهم وحدة اللغة والأصل والعقيدة والمذهب والمصير المشترك. ان المرض الذي نخر في جسمهم ووضع البلاد في طريق مجهول ومسدود هو التعصب القبلي البغيض الذي يغذيه زعماء الحرب الأهلية. باتت مشكلة الصومال من الاهتمامات الثانوية لدول العالم التي سئمت من الصراع الصومالي الذي لا نهاية له. ومعنى ذلك ان الصومال لم يعد مهما الا للصوماليين أبناء البلاد. ومن العيب والعار ان يكون الصوماليون عاجزين عن حل مشكلاتهم. وأكبر عقبة كأداء تقف في طريق حل المشكلة الصومالية هي أسياد الحرب الذين لا يزالون يواصلون الحرب وأعمال النهب والسلب والقتل في مقديشو وكسمايو وفي مناطق أخرى في جنوبالصومال. لقد أنزلت تلك العصابات بسكان تلك المناطق أفظع وأشنع الأهوال وأشرسها وملأوا الأرض ظلماً وجوراً وفساداً. انهم مجرمون دمويون يحبون رؤية دماء الأبرياء وهي تسيل على الأرض. يجب على الصوماليين ايجاد حل قومي ومصالحة شاملة والعمل من أجل تشكيل حكومة مركزية في الصومال تكون ذات نظام جمهوري فيديرالي ديموقراطي، ويكون الوزراء فيها تكنوقراطيين ذوي كفاءات علمية عالية ولديهم رؤية مشتركة، ولم يشتركوا في الحرب الأهلية، ولا يسعون للكسب او الشهرة بل لخدمة وطنهم وأمتهم بإخلاص. وينبغي على الصوماليين ان يكرسوا جهودهم في سبيل تحقيق هذا الهدف لكي يتسنى لهم الشروع في مسيرة إعادة الاعمار والبناء والتنمية بالعون الذاتي وبمساعدة الدول الصديقة. ان مبادرة رئيس جمهورية جيبوتي فخامة الرئيس اسماعيل عمر غليه الخاصة بالمشكلة الصومالية تبشر بالخير لحل هذه المشكلة. ويجب على الصوماليين ان يؤيدوا هذه المبادرة حتى النهاية. محمد علي داد سومالي مقيم بالسعود