أعلن الرئيس علي عبدالله صالح عن تجميده للتعديلات الدستورية التي كان قدمها حزبه إلى البرلمان وتتيح له أن يصبح رئيساً مدى الحياة. وقال إن إعلانه هذا يأتي "وفقاً لما تقتضيه المصلحة العامة". وقال صالح في خطاب ألقاه صباح امس أمام اجتماع استثنائي لمجلسيْ النواب والشورى والحكومة وقيادات عسكرية وبمقاطعة أعضاء المشترك في البرلمان، إنه لن يسعى للترشح لولاية رئاسية جديدة بعد انتهاء فترته الحالية التي ستنتهي عام 2013. كما تعهد الرئيس صالح بعدم تسليم مقاليد الحكم لابنه بعد انتهار فترة ولايته ، قائلاً "لا تمديد ولا توريث ولا تصفير للعداد، هذا كلام غير وارد في برنامج الرئيس على الإطلاق.. هي اجتهادات أشخاص مخلصين، لكن هذا الكلام غير وارد في برنامجي". وأضاف صالح "سأقدم التنازلات مهما كانت الظروف ولن أكون معانداً بل من العيب أن ندمر ما بنيناه". كما دعا الرئيس صالح أحزاب المعارضة بالعودة إلى طاولة الحوار في إطار لجنة الأربعة التي تضم نائب الرئيس عبدربه منصور هادي والدكتور عبدالكريم الإرياني كممثلين للحزب الحاكم، والدكتور ياسين سعيد نعمان وعبدالوهاب الآنسي كممثلين لأحزاب المشترك. وقال إن هذه كانت مطالب المشترك لأجل العودة للحوار. ودعا الرئيس صالح أحزاب المشترك إلى تجميد كل التظاهرات والاحتجاجات التي ينوي تنظيمها ضد نظام حكمه ، محذراً من الفوضى. كما أعلن صالح عن فتح السجل الانتخابي لتسجيل كل من بلغ السن القانونية مما يؤدي الى تأجيل الانتخابات البرلمانية المقررة في ابريل القادم، وعن إصلاحات شاملة في الحكم المحلي وانتخاب المحافظين ومديري المديريات بشكل مباشر. ودعا صالح المعارضة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية. وكانت أحزاب اللقاء المشترك المعارضة قد دعت إلى تظاهرة كبرى اليوم الخميس. وأعلنت قيادات في المعارضة ان مبادرة صالح غير كافية ولم تقدم جديدا سوى فيما يتعلق بسحب التعديلات الدستورية. وقال عيدروس النقيب احد قادة المعارضة ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي المعارض ل"الرياض" :"كنا نتوقع مبادرة كبيرة من الرئيس تفضي الى معالجات المشكلات الكبرى في اليمن مثل القضية الجنوبية والاوضاع في صعده". واضاف:"الرئيس لم يقدم جديد سوى سحب التعديلات والتي كانت فخاً نصبة الحزب الحاكم لنفسة. نريد الغاء قانون الانتخابات واللجنة العليا للانتخابات التي تشكلت من طرف واحد". واكد النقيب ان المعارضة سوف تستمر في مظاهراتها حتى تستجيب السلطات لكل المطالب. ودعت المعارضة الى مظاهرة كبيرة اسمتها "يوم غضب" في صنعاء ومعظم مناطق اليمن. واعلنت المعارضة عن تنظيم مهرجان كبير في ميدان التحرير وسط العاصمة صنعاء لكن الحزب الحاكم استبقها الى المكان ونصب الخيام للقيام بتظاهرة تؤيد الرئيس والحزب الحاكم. وقبل يوم من تظاهرات المعارضة وجهت قيادة وزارة الداخلية الوحدات الأمنية المشاركة بتأمين الحزام الأمني المحيط بالعاصمة بتفعيل حملات التفتيش عن الأسلحة ومنع دخول أي سلاح إلى داخل الأمانة مع الاستمرار في التحري عن المطلوبين أمنياً وضبطهم.