علمت "الحياة" ان الرئيس الجزائري اليمين زروال عقد اجتماعاً امس مع اعضاء القيادة العامة للجيش في حضور اللواء محمد لعماري القائد العام للأركان وطلب توضيحات في شأن سلسلة المكامن التي تعرض لها الجيش خلال الشهر الماضي وأدت الى مقتل اكثر من مئة فرد. كما حضّ القيادة على التزام "الحياد" في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقال انه تلقى تقارير تؤكد انحياز بعض القيادات الى جانب مرشحين. وقال مصدر قريب من الاجتماع لپ"الحياة" ان زروال ناقش مع اعضاء القيادة العامة للجيش تحديد موعد للانتخابات الرئاسية، وان بعض القادة اعترض على اختيار 15 نيسان ابريل للاقتراع، خصوصاً انه يتزامن مع يوم العلم، وهو يوم قد يكون لمصلحة المرشح السيد احمد طالب الابراهيمي الذي كان والده يرأس جمعية العلماء المسلمين التي يحتفل من خلالها بيوم العلم في 16 نيسان من كل سنة. واعترض عدد آخر على اختيار 22 نيسان لأنه يتصادف مع مناسبة "ربيع البربر في الجزائر" الذي يعتبر رمزاً لنضال البربر، وهو يوم يحتفل به حزب حسين آيت احمد واختيار هذا التاريخ سيكون بمثابة دعم له. ويبقى الأول من نيسان، وهو يوم مرتبط بپ"كذبة نيسان" ويستبعد اعتماد هذا اليوم للاقتراع. ومن المحتمل ان يتفق قادة الجيش مع زروال على اختيار الثامن من نيسان. وفي حال اعتماد هذا الموعد فان الرئيس زروال سيوجه في الأسبوع الأول من الشهر المقبل دعوة الى الهيئة الانتخابية، سواء عبر مرسوم يوقعه قبل شهرين من تاريخ الاقتراع او خطاب عبر التلفزيون الجزائري. وعلمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية غربية ان سفيري الولاياتالمتحدةوفرنسا، ابلغا السلطات الجزائرية موقف بلادهما المعارض لپ"اي مرشح" لپ"المؤسسة العسكرية". ولا يستبعد ان تعلن فرنسا موقفها من ترشح السيد عبدالعزيز بوتفليقة باسم المؤسسة العسكرية، خصوصاً بعدما وقع 12 وزيراً في حكومة اسماعيل حمداني بياناً لتزكيته، الأمر الذي دفع رئيس الحكومة الى "معاتبة" هؤلاء الوزراء. ومن المتوقع ان تترتب على خطوة هؤلاء الوزراء "عواقب وتبعات لاحقة" من قبل المرشحين. وأفادت مصادر قريبة من وزارة الداخلية ان السيد عبدالمالك سلال عقد اجتماعاً لمديري التنظيم والادارة على مستوى الولاياتالجزائرية الپ48، وشدد امامهم على ضرورة السهر على تطبيق القوانين بصرامة، والحياد في التعامل مع المرشحين الذين بلغ عددهم حتى امس 16 مرشحاً، منذ بداية سحب استمارات التوقيع التي تجاوزت المليون. ومن بين المرشحين المستقلين الذين سحبوا هذه الاستمارات التي تطلب تقديم طلب يعلن فيه صاحبه عن ترشحه للانتخابات الرئاسية ويتسلم 75 الف نسخة لجمع التواقيع الدكتور احمد طالب الابراهيمي ثم عبدالعزيز بوتفليقة فبقية المرشحين وأبرزهم مولود حمروش وسيد احمد غزالي وبلعيد عبدالسلام ويوسف الخطيب وعبدالله جاب الله. اما الاحزاب التي سحبت استمارات لرؤسائها فهي التحالف الوطني الجمهوري رضا مالك، وجبهة القوى الاشتراكية حسين آيت احمد وحزب العمال لويزة حنون وحزب "المؤتمر الوطني" برئاسة السيد عبدالقادر بلهاي. وعلى الصعيد الأمني أ ف ب ذكرت الصحف الجزائرية امس ان اربعة اشخاص قتلوا الاثنين والاربعاء في منطقة شليف 200 كلم غرب الجزائر في اعتداءات نسبت الى اسلاميين مسلحين. اذ قُتل عسكريان الاثنين الماضي لدى انفجار قنبلة في سيارتهما اثناء مرورها في مصدق. وفي البلدة ذاتها قتلت امرأة 65 سنة وفتاة 12 سنة في انفجار قنبلة في احدى المقابر حيث كانتا تصليان اول من امس على ضريح لمناسبة عيد الفطر. من جهة اخرى، ذكرت الصحف ان تسعة عسكريين قتلوا في مكمن نصبته الاحد الماضي مجموعة مسلحة في تيغزيرت 70 كلم شرق الجزائر وقتل خلاله ايضاً تسعة من الاسلاميين. وذكرت صحيفة "ليبيرتيه" ان قنبلتين انفجرتا مساء الثلثاء تلتهما رشقات اسلحة آلية في الضاحية الشرقية للجزائر. وأضافت الصحيفة ان الانفجارين اللذين اثارا حالاً من الذعر في صفوف السكان لم يسفرا عن وقع ضحايا. وفي القطاع ذاته اكتشفت الاجهزة الامنية قنبلتين اخريين تم ازالة مفعولهما.