ارتفعت حمى حملة الانتخابات الرئاسية في الجزائر المقررة في نيسان ابريل المقبل، اذ اعلنت "جبهة الانقاذ الاسلامية" المحظورة انها ستكون "حاضرة بقوة" في الانتخابات من خلال تزكية مرشح كي يصوّت له انصارها فيما اعلن رئيس الوزراء السابق السيد مولود حمروش ترشحه. ووجهت امس انتقادات حادة الى "جبهة التحرير الوطني" بسبب تأييدها ترشيح السيد عبدالعزيز بوتفليقة، وركزت على اتهامات كان وجهها اليه المجلس الاعلى للمحاسبة تتضمن اختلاس 16 بليون دولار خلال توليه وزارة الخارجية بين عامي 1962 و1979. وعلمت "الحياة" ان عدداً من المرشحين المستقلين وقعوا بياناً امس دعوا فيه الرئيس اليمين زروال الى "السهر على احترام تنفيذ تعهداته والعمل على ان تُرفع الايدي عن الاحزاب كي يكون الموقف الرسمي الحقيقي مطابقاً لما هو مُعلن". واشار البيان الى ان "التصريحات التي نسبتها الصحافة الى مسؤولي بعض الاحزاب عن وجود تعليمات لتزكية مرشح معيّن تدفع الى الاعتقاد ان هذا الالتزام الصريح لرئيس الجمهورية قد يكون شبيهاً بالالتزامات السابقة التي لم تحترم ميدانياً". واكد ان "الضغوط التي تمارسها السلطة على قيادة بعض الاحزاب ينحصر مردودها في تثبيط عزيمة الطبقة السياسية والتشكيك في قدراتها على تحمّل مسؤولياتها". وجدد البيان دعوته الرئيس بصفته وزيراً للدفاع الى ابقاء "المؤسسة العسكرية" ضمن صلاحياتها الدستورية وفوق الخلافات الحزبية، مشيراً ضمنياً الى قول السيد محمد لعماري قائد الاركان العامة للجيش ان المؤسسة العسكرية تمكن الشعب من "التعبير الحر عن اختياره بعيداً عن الضغوط والمضايقات". وجاء البيان بعد 24 ساعة على رسالة وجهها حمروش اول من امس الى الرأي العام الجزائري وصف فيها المستجدات ب "الغموض والالتباس" معتبراً ان "عملية البحث عن توافق ايديولوجي مستحيلة". واكد ان "شرط نجاح الانتخابات مرهون بالرجال النابعين من المجتمع المدني" داعياً الى "تجنب اغراءات انتخابات مغلقة" من شأنها ان "تعرض البلاد الى مخاطر جديدة". وافادت وكالة "رويترز" ان حمروش اكد امس في تصريحات بثتها الاذاعة الجزائرية انه سيرشح نفسه لانتخابات الرئاسة. وأشار الى وزير الخارجية السابق عبدالعزيز بوتفليقة من دون ان يسميه كمنافسه الرئيسي، وقال: "قبل ترشيحي ويبقى الاعلان الرسمي". لكنه اوضح انه لن يعلن ترشيحه رسمياً الا بعد انهاء مشاوراته مع الشخصيات و"لجان الدعم" التابعة له في كل انحاء الجزائر. وكان الدكتور طالب الابراهيمي وجه لمناسبة الذكرى ال 20 لرحيل الرئيس السابق هواري بومدين رسالة الى الملتقى الذي اشرف عليه رئيس الحكومة وشارك فيه رجال بومدين القدامى، جدد فيها تمسكه ب "الترشح الحر" كمستقل ورفضه استغلال اسم بومدين في الحملات الانتخابية. واعلنت قواعد حركة "النهضة" في عنابة تجميد نشاطاتها واتهمت قيادتها ب "الخيانة" في حين يواجه حزب "جبهة التحرير الوطني" انتقادات شديدة، لان وثائق المؤتمر الخامس للجبهة الذي رأسه السيد بوعلام بن حمودة في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد تشير الى ادانة بوتفليقة وتجميد عضويته، وطالب اعضاء في قيادة الحزب ب "سحب" هذه الوثائق من ارشيف الحزب لأنها تسيء الى بوتفليقة كمرشح باسم "جبهة التحرير"، في حين طالب قريبون اليه ب "اعادة الاعتبار اليه" رسمياً وتفنيد الاتهامات التي وجهها اليه المجلس الاعلى للمحاسبة في عهد بن جديد، والتي تتضمن اختلاسه 16 بليون دولار خلال توليه منصب وزير الخارجية. وبرزت مؤشرات الى ان احزاباً اخرى ستعلن تأييدها ترشيح بوتفليقة، كما ان الاتحاد العام للعمال الجزائريين باشر اتصالات مع ممثلي "جبهة التحرير" لدى طاقم بوتفليقة للبحث عن صيغة للتزكية. وكان بوعلام بن حمودة والحبيب ادمي اعلن امام قيادات حزبيهما ان المؤسسة العسكرية تقف وراء بوتفليقة. وقالت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان بوتفليقة التقى الجنرال توفيق محمد مدين رئيس الاستخبارات قبل اعلان ترشحه وان الاخير وعده بأن يكون "مرشح اجماع وطني حزبي". وقال مصدر قريب الى السيد علي بن نليس مدير حملة بوتفليقة الانتخابية، انه سيفوز في الدورة الاولى في حين باشر طاقم الحملة المؤلف من الجنرال العربي بلخير والهادي الخضيري وزير الداخلية في عهد الشاذلي انشاء خلايا شرق البلاد وغربها، كما كلف سيد احمد غزالي رئيس الحكومة السابق بانشاء لجان مساندة في اوروبا. وينتظر ان تباشر "جبهة التحرير" السبت المقبل اصدار نشرة يومية باللغة الفرنسية في اطار الحملة الانتخابية. الانقاذ الى ذلك رويترز القت "الجبهة الاسلامية للانقاذ" بثقلها وراء انتخابات الرئاسة، وتعهدت دوراً بارزاً في الحملة الانتخابية. وجاء في بيان لمجلس التنسيق الخارجي للجبهة وزع في فرنسا: "سنعمل كي تكون الانتخابات بداية لحل سياسي عادل وشامل في اطار المصالحة الوطنية وعودة السلام والامن الى البلاد". واضاف: "سيكون للجبهة الاسلامية للانقاذ حضور قوي في انتخابات الرئاسة لذلك تدعو جميع مناضليها وانصاره وشعب الجزائر الباسل الى الاستعداد بجدية". وحضت الجزائريين على اختيار الرجل القادر على اعادة الوحدة الى البلاد، وطلبت من الراغبين في خوض سباق الرئاسة كشف برامجهم كي يمكنها ان تزكي مرشحاً لانصارها. ودعت السلطات الى "العمل لضمان انتخابات حرة ونزيهة، وقبل كل شيء احترام رغبات الشعب اياً تكن، فهذا هو السبيل الوحيد للتوصل الى حل للأزمة واعادة الحياة الطبيعية الى البلاد".