دعا وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين الى "تجديد" لجنة الاممالمتحدة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية اونسكوم فيما طالب نظيره الروسي ايغور ايفانوف بانشاء هيكلية تمنع تصنيع اسلحة الدمار و"تفترض" الغاء الحظر النفطي، بينما اكدت الاستخبارات الروسية ان "اونسكوم" "معبأة" بموظفي الاستخبارات الاميركية. وعقد فيدرين امس الثلثاء لقاء مع رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف الذي قال ان مواقف البلدين "متقاربة للغاية" وذكر انهما يدعوان الى "صيانة النظام الذي يجعل الوضع الدولي مستقراً". وبحثت تفصيلات الموقف من العراق اثناء لقاء فيدرين وايفانوف. وقال الوزير الفرنسي في مؤتمر صحافي عقد اثر اللقاء ان الوقت حان لكي يتولى مجلس الامن "تغيير اشكال الرقابة على عمليات نزع السلاح العراقي وتغيير اشكالها". واضاف ان الحدّ الادنى المطلوب حالياً هو "تجديد" اللجنة الخاصة المكلفة ازالة اسلحة الدمار الشامل. وذكر ايفانوف من جانبه الحاجة الى "مقاربات جديدة" من المشكلة العراقية ووعد بدراسة الاقتراحات الفرنسية، لكنه اكد ان التسوية تقتضي انشاء "نظام يعتمد عليه" يمنع العراق من تصنيع اسلحة الابادة لكنه يكفل في الوقت ذاته التمهيد لالغاء الحظر عن تصدير النفط وبالتالي التخفيف عن الشعب العراقي الذي قال انه "يعاني من وطأة العقوبات". ورداً على سؤال في شأن استقالة رئيس "اونسكوم" ريتشارد بتلر قال الوزير الروسي ان "بتلر اجاب عن هذا السؤال الذي اصبح على ذمّة التاريخ". وذكرت الناطقة باسم المخابرات الروسية تاتيانا ساموليس ان موسكو وجهت منذ اشهر تحذيرات من ان "اونسكوم معبأة" برجال الاجهزة الخاصة الاميركية. واضافت ان التعاون بين الاستخبارات الاميركية واللجنة اصبح "عنصراً اساسياً" حينما تولى بتلر رئاسة اللجنة. وتابعت ان الهدف الاول للاستخبارات الاميركية كان اطاحة نظام الرئيس صدام حسين في حين ان "الهمّ الاول" للأسرة الدولية هو نزع سلاح العراق سلمياً. واشنطن وبتلر من جهة اخرى أف ب اعلنت وزارة الخارجية الاميركية اول من امس ان الولاياتالمتحدة مستعدة لمناقشة فكرة ادخال تعديلات على لجنة الاممالمتحدة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية اونسكوم شرط ان يؤدي ذلك الى "نظام تفتيش فعّال من جانب الاممالمتحدة" لأسلحة العراق. وقال الناطق باسم الوزارة جيمس روبين: "نحن مستعدون للبحث مع اي بلد كان سبل وضع نظام فعّال اكثر لنزع اسلحة العراق". وذلك رداً على سؤال حول تصريحات رئيس "اونسكوم" ريتشارد بتلر الذي لمح في وقت سابق من اليوم ذاته الى امكان اعادة تنظيم هذه اللجنة بعد الاتهامات التي وجهت اليها بالتجسس، ورفض بغداد التعاون معها. وحرص روبين على الاشارة الى ان العقوبات الدولية المفروضة على العراق لن ترفع ما لم تتخلص بغداد من اسلحة الدمار الشامل كافة، مؤكداً ان الولاياتالمتحدة تملك "وسائل متطورة جداً لتواصل معرفة ما يحصل في العراق"، بعد قرار بتلر وقف الطلعات الجوية التي تنفذها طائرة "يو-2" الاميركية التي وضعت في تصرف "اونسكوم". وكان بتلر قال في مؤتمر حول منع انتشار الاسلحة عقد في واشنطن اول من امس: "اعتقد ان هناك امكانية فعلية لحصول تطور جديد في اونسكوم"، وان هذه اللجنة ستكون "مختلفة قليلاً عما كانت عليه قبلاً… وستكون اونسكوم اكثر حداثة اذا اردتم". ونفى ان تكون هناك نيّة لالغاء "اونسكوم" وقال انها "لم تمت وهي بصحة جيدة في نيويورك". واوضح ان اللجنة تضع نظاماً لمراقبة المواقع العراقية المشبوهة، وقال: "من البديهي اننا سنحتاج في المستقبل الى نطاق عمل اوسع وعدد اكبر من الموظفين"، موضحاً ان "هذه المهمة كبيرة" وان كل اعضاء مجلس الامن يريدون اكمال مهمة نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية.