نيويورك ، بغداد - أ ف ب ، رويترز - اتهمت روسيا رئيس اللجنة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية أونسكوم ريتشارد بتلر ب "اعطاء آراء سياسية" اكثر مما هي تقنية، في تقرير قدمه لمجلس الأمن في شأن نزع السلاح العراقي. لكن السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة بيل ريتشاردسون اعتبر أن وثائق قدمها بتلر الى المجلس اول من امس "تشكل ضربة ساحقة لصدقية العراق". ووصفت وسائل الاعلام العراقية امس رئيس "أونسكوم" بأنه "كلب مسعور". واعرب مساعد المندوب الروسي في مجلس الأمن يوري فيدوتوف عن "خيبة أمله" بعد اجتماع مغلق عقده اعضاء مجلس الأمن مع خبراء "أونسكوم" ليل الاربعاء. وعرض بتلر وخبراء اللجنة الخاصة في الاجتماعين الخطوات التي تعتبر اللجنة ان على العراق تحقيقها في مجال نزع الاسلحة الكيماوية والبيولوجية والبالستية، قبل رفع الحظر الدولي عنه. وقال فيدوتوف للصحافيين: "طرحنا أسئلة تقنية لكن بتلر حاول تقديم خلاصات ذات طابع سياسي واعطاء آراء سياسية بدل الاجابة بوضوح عن الاسئلة". واضاف ان عدداً من الوفود طلب "توضيحات". وذكر ديبلوماسيون ان روسيا والصين والبرازيل وكينيا طرحت اسئلة تضمنت انتقادات لعمل اللجنة. وسأل مندوبو هذه الدول هل يمكن في وقت ما اعطاء دليل يثبت ان العراق تخلص من كل اسلحة الدمار الشامل. ويتهم العراق "أونسكوم" بتمديد عملها الى ما لا نهاية لابقاء الحظر الدولي. واكد فيدوتوف ان اجابات بتلر وخبراء اللجنة "كانت غامضة جداً في كل الميادين، الكيماوية والبيولوجية والبالستية". وأعرب السفير الفرنسي الان ديجاميه بعد اجتماع ليل الاربعاء عن أمله بأن يعود بتلر الى الاجتماع الثاني لمجلس الامن الذي كان متوقعاً مساء امس "حاملاً لائحة بما تبقى عمله لوضع نظام رقابة طويلة الأمد" على الاسلحة العراقية. وأعرب ريتشاردسون في وقت سابق عن رأي مناقض تماماً في شأن نتائج الاجتماع الأول، وقال ان الوثائق التي قدمها بتلر "تشكل ضربة ساحقة لصدقية العراق"، مضيفاً ان الخرائط والوثائق التي ابرزها رئيس اللجنة الخاصة "تظهر ثغرات وعدم انسجام" في ما اعلنه العراق عن نزع اسلحته. وأوضح ديبلوماسيون شاركوا في الاجتماع أن بتلر قدم صوراً التقطتها طائرات استطلاع اميركية من طراز "يو 2" بعضها يناقض ما أعلنه العراق في شأن تدمير صواريخه في تموز يوليو 1991. لكن الصور لا تظهر أي اشارة الى نشاط ما للموقع المعني في الفترة التي تحدث عنها العراق. ورأى ريتشاردسون أن على العراق "أن يرد على الاتهامات الخطرة جدا الموجهة اليه في ضوء الوثائق التي قدمها بتلر". وزاد: "اذا كان العراق يريد أن ترفع عنه العقوبات، عليه تحقيق كثير من التقدم". يذكر ان وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف ومسؤولين عراقيين آخرين تحدثوا أمام اعضاء مجلس الأمن قبل يومين، وأكدوا ان العراق لم يعد يملك اي سلاح محظور، وأن اللجنة الخاصة لا تملك اي براهين على ادعاءاتها. واعتبر عدد من الديبلوماسيين، مثل وفد سلوفينيا، ان اللقاء مع الوفد العراقي كان "مبرراً" ووصفوه بأنه "مهم"، لكن السفير البريطاني جون ويستون اكد ان اللقاء لم يترك لديه أي أثر. الى ذلك جددت بغداد حملتها الإعلامية على بتلر، فوصفته صحيفة "بابل" بأنه "كلب مسعور".