في اطار تحرك موسكو لتفعيل دورها في معالجة الملف العراقي، التقى مسؤولون روس رئيس اللجنة الخاصة المكلفة إزالة أسلحة الدمار الشامل العراقية أونسكوم ريتشارد بتلر الذي يزور العاصمة الروسية، واحيطت المحادثات بستار من الكتمان. والتقى بتلر نائب وزير الخارجية فيكتور بوسوفاليوك، ثم الوزير ايغور ايفانوف فور عودة الأخير من أوسلو. وذكر بوسوفاليوك ان المحادثات مع بتلر وكذلك اللقاءات مع نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز الذي يصل الى موسكو غداً تصب في اطار "جهود روسيا لتسوية الأوضاع من حول العراق". وقال مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى ل "الحياة" ان هناك خلافاً "منهجياً" مع "اونسكوم" يتمثل في ان بتلر يميل الى الرأي الأميركي القائل ان على العراق "ان يثبت براءته"، فيما ترى بغداد وتؤيدها موسكو الى حد ما ان على اللجنة ان "تقدم أدلة" على ان العراق لا يزال يحتفظ بأسلحة أو وثائق لانتاجها. واللافت ان وكالة "ايتار تاس" الحكومية الروسية نشرت أمس جردة بما انجز خلال السنوات الماضية على صعيد نزع الأسلحة العراقية المحظورة، واكدت إزالة 40 ألف رأس كيماوي و700 ألف طن من المواد الكيماوية الصالحة لانتاج الأسلحة، و48 صاروخاً بالستياً و30 رأساً مخصصاً لحمل السلاح الكيماوي والبيولوجي. واكدت ان فرق التفتيش التابعة لپ"اونسكوم" نفذت 9340 عملية وان 270 فريقاً زارت العراق. وهذا العرض هو تأييد غير مباشر لرأي يكرره المسؤولون الروس ومفاده ان "ما انجز اكثر بكثير مما تبقى" لتجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل، ولذلك يطالبون "اونسكوم" بإعلان انها باشرت أعمالها بالكامل، ومن ثم الدعوة الى انعقاد مجلس الأمن لبدء مراجعة شاملة تؤدي الى تفعيل الفقرة 22 من القرار 687 برفع الحظر النفطي عن العراق، والسير نحو الإلغاء التدريجي للعقوبات الأخرى. يذكر ان مجلس الدوما النواب أصدر قراراً باستئناف عمليات الاستيراد والتصدير بين روسياوالعراق، اي الانسحاب من نظام العقوبات من جانب واحد. ورفض مجلس الفيديرالية الشيوخ المصادقة على القرار، وعند عرضه مرة ثانية امس لم يتمكن المجلس النيابي من كسر الفيتو، وحصل القرار على أصوات أقل مما نال في الجولة الأولى.