أكد مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية أمس ان ادارة الرئيس بيل كلينتون تشجع فكرة محاكمة الرئيس صدام حسين بتهم ارتكابه "جرائم حرب". وقال ان الادارة الاميركية "تدعم وستدعم الجهود كي يواجه صدام العدالة، لمحاكمته على الجرائم المتهم بها في اطار المؤسسات القانونية الدولية"، واوضح ان "مجلس الامن ليس المكان المناسب لذلك". راجع ص3 وقال مصدر فرنسي مطلع لپ"الحياة" ان المحادثات التي اجراها في باريس امس رئيس اللجنة الخاصة المكلفة التحقق من نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية اونسكوم ريتشارد بتلر كانت مشجعة. واعلن ناطق فرنسي ان بتلر راض عن تعاون العراق، وأكد المصدر ان الجانب الفرنسي طرح اسئلة عن الشروط التي تضعها اللجنة وتمكن من الانتقال الى مرحلة "المراجعة الشاملة" لما نفذه العراق من التزامات. ويتوقع ان يقدم بتلر تقريره الى الأمين العام للأمم المتحدة قبل عيد الميلاد. وعلمت "الحياة" ان فريقا جديدا تابعا للجنة سيصل الى بغداد اليوم في اطار "مجموعة عمليات تفتيش" يجري التحضير لها لاختبار تعاون العراق. وسينتقل بتلر الى موسكو اليوم، وعلمت "الحياة" ان نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز سيصل الى العاصمة الروسية الأحد للبحث في ملف العلاقات بين بغداد و"اونسكوم". والتقى بتلر في باريس الأمين العام لوزارة الخارجية الفرنسية لويك هنكين، ومدير قسم الأممالمتحدة في الخارجية جان دو غلينياستي، وعرض حال التعاون بين السلطات العراقية و"اونسكوم" في هذه المرحلة. وأبلغ مصدر فرنسي مطلع "الحياة" ان المحادثات كانت مشجعة، اذ اكد بتلر ان السلطات العراقية، على رغم بعض الصعوبات التي يجدها في الحصول على الوثائق الپ12 التي طلبها، تتعاون الآن وتفتح المجال للتفتيش. وذكر المصدر ان الجانب الفرنسي سأل بتلر عن الموعد الذي ستبلغ فيه اللجنة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان انها راضية عن تعاون العراق وعن نتائج عمليات التفتيش فأجاب ان ليس بامكانه تحديد موعد، لكنه لا يعتبر الرد العراقي على طلب الوثائق شرطاً للانتقال الى المراجعة الشاملة، بل احد عناصر الصورة التي سيضعها في تقريره عن ظروف عمل فرق التفتيش في العراق، وما توصلت اليه من نتائج. ونقل المصدر عن بتلر قوله انه في حال سارت الأمور في شكل ايجابي يتوقع ان يقدم تقريره الى انان قبل عيد الميلاد. وأوضح المصدر ان الجانب الفرنسي رغب في الحصول على توضيحات من بتلر في شأن ملفات التسلح التي لا تزال تحيط بها شكوك، وهل يتوقع بتلر توضيحها مئة في المئة ام لا. ووصف المحادثات بأنها كانت "مفيدة لأنها توضح الامور وما يريده رئيس اونسكوم". إلى ذلك، أوضح بتلر في رسالة إلى وكيل وزارة الخارجية العراقية رياض القيسي فترة الأسبوعين أو الثلاثة التي تحدث عنها كفترة ضرورية قبل تقديم تقريره إلى مجلس الأمن في شأن تعاون العراق. وقال إن هذه الفترة بدأت في 24 الشهر الماضي وليس في 14 الشهر ذاته، أي موعد اعلان بغداد تراجعها عن وقف التعاون مع فرق التفتيش. وبعث القيسي برسالة أخرى إلى بتلر جدد فيها استعداد العراق أن يضع بتصرف اللجنة الخاصة وثيقة تتعلق بالأسلحة الكيماوية كانت عثرت عليها في مقر قيادة القوات الجوية العراقية، لكنه اشترط حضور ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في بغداد براكاش شاه، حرصاً على "الشفافية". وعلم من مصادر مطلعة ان فرق تفتيش عديدة سترسل إلى العراق. في موسكو، أكد مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى أن طارق عزيز سيلتقي رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف ووزير الخارجية ايغور ايفانوف ويلقي محاضرة في معهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية. ويوحي التقارب بين موعدي زيارتي بتلر والمسؤول العراقي بأن موسكو تحاول بذل جهود لتقريب وجهات النظر بين الجانبين. وأوضح ل "الحياة" مصدر ديبلوماسي ان لدى روسيا "استفسارات" ستطرحها على بغداد واللجنة الخاصة. وكرر أن الموقف الروسي يتمثل في أهمية تنفيذ العراق القرارات الدولية، لكنه يجب أن يحصل على "تشجيع" لأي تقدم يحرزه في هذا المجال.