أعلن قائد "جيش لبنان الجنوبي" الموالي لإسرائيل اللواء المتقاعد انطوان لحد امس استعداده للانسحاب من جزين "وتولي الدولة اللبنانية وأجهزتها الوضع فيها، وتضمن عدم دخول أي جهة مسلحة اليها ولا تسمح بانطلاق عمليات من جزين ومنطقتها". وجاء اعلان لحد غداة تنفيذ ميليشيا "الجنوبي" عملية اخلاء ثانية من موقع كفرحونة ليل اول من امس هو الثاني بعد اخلاء موقع تومات نيحا في منطقة جزين. الأمر الذي اطلق تكهنات عن اشارات اسرائيلية للانسحاب من جزين. وأضاف لحد في حديث لوكالة "فرانس برس" ان "الإجراءات الجديدة لتنظيم الدخول الى جزين والخروج منها بواسطة تصاريح تقررت لضبط الوضع الأمني، ولا ترقى الى مستوى الحاق جزين بالمنطقة التي تحتلها اسرائيل". وكان لحد فرض على أهالي جزين ومنطقتها الحصول على تصاريح للدخول والخروج، اضافة الى التجنيد الاجباري الذي رفضه أهالي جزين. ورأى وزير الخارجية فارس بويز "ان جزين خاضعة للاحتلال الإسرائيلي ولو في صورة غير مباشرة، وأن مطالبة الدولة بدخولها من دون الاتفاق على وضع سياسي معين أمر وهمي وكأنه يطلب من الجيش الدخول ومقاتلة قوات لحد". واعتبر "ان أي دخول للجيش اللبناني الى جزين في الظروف الراهنة سيشكل معركة مكلفة حظوظ نجاحها ضئيلة"، وقال "هناك ضرورة لأخذ الوضع في جزين في الاعتبار في أي عمل بما يضمن عدم رمي أبنائها في يد اسرائيل أكثر مما تتحكم بالوضع الراهن، والحل فيها يصعب فصله عن الحل في الجنوب". وأجرى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان اتصالاً بالبطريرك الماروني نصرالله صفير الذي يغادر اليوم الى روما. وتمنى عليه ان "يحمل الى البابا يوحنا بولس الثاني قضية الجنوب بما فيها قضية جزين وأن يتمنى بدوره على البابا ان يحمل همّ لبنان والجنوب على المستوى الدولي للضغط على اسرائيل لتنفيذ القرار الدولي الرقم 425 من دون قيد أو شرط". وكان قبلان استغرب القول "ان اللبناني يقتل اللبناني"، مشيراً الى "ان ذلك غير صحيح، لأن الصحيح هو أن اللبناني المقاوم يقتل عميلاً لبنانياً لإسرائيل الى أي فئة أو طائفة أو منطقة انتمى". الى ذلك قام وفد يمثل جمعيات كنسية في فرنسا واسبانيا وسويسرا وبلجيكا بزيارة لمطرانية صيدا للطائفة المارونية. وبحث مع النائبين ميشال موسى وبهية الحريري أوضاع جزين التي أمضى الوفد فيها 24 ساعة. وأوضح متحدث بإسمه "أنهم تألموا للأوضاع التي يعيشها أبناؤها". من جهته استبعد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم "ان تكون الإجراءات الأمنية الأخيرة في جزين مقدمة للانسحاب الإسرائيلي منها"، وأكد "ان اسرائيل تحاول أن تأخذ ثمناً لأي انسحاب وليس هناك الآن من هو مستعد لدفع أي ثمن مقابل انسحابها"، واعتبر "ان انسحاب ميليشيات لحد من موقع تومات نيحا جزء لا يتجزأ من موضوع تفكك هذه الميليشيات". وفي الوضع الميداني دمر "الجنوبي" أمس موقع كفرحونة في جزين بعد انسحابه منه وشق طريقاً عسكرية تربط عين مجدلين بمعبر كفرحونة. واعتبرت مصادر أمنية في الجنوب "ان انسحاب اسرائيل هذا مقدمة لانسحابها من قرى أخرى على مراحل، وأن الخطة الإسرائيلية للانسحاب من جزين بدأ تنفيدها". وأوضحت المصادر نفسها "ان هذه الخطة تقضي بالانسحاب من خط السريرة والقطراني وكفرحونا وعين مجدلين وجزين وذلك من خلال إزالة كل المواقع العسكرية الواقعة على الطرف الشمالي الشرقي من طريق كفرحونا - جزين، ونقل هذه المواقع الى الطرف الغربي والجنوبي والتمركز في تلة الريحان جنوباً حتى العيشية مما يعني اعادة فتح الطريق العامة من مشغرة - السريرة - كفرحونا - جزين التي ستعود الى المناطق المحررة". وفي الاعتداءات قصفت المدفعية الإسرائيلية أمس خراج بلدات برعشيت وعيتا الجبل وزبقين ومجدل زون والمنصوري. وفي المقابل أعلنت المقاومة الإسلامية، الجناح العسكري ل"حزب الله" في بيان "ان مجموعة منها هاجمت موقع سجد بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وتحدثت عن تحقيق اصابات مباشرة". وأعلنت حركة "أمل" أن احدى مجموعاتها هاجمت دورية ل"الجنوبي" في موقع برعشيت بالأسلحة الرشاشة والقذائف محققة اصابات.