قتل جنديان اسرائيليان، احدهما برتبة ضابط، وجرح اربعة آخرون، اثنان منهم في حال الخطر الشديد، فجر امس في مواجهات عنيفة بين مجموعة من "المقاومة الاسلامية" - الجناح العسكري ل"حزب الله" ودورية مشاة اسرائيلية من وحدة "ايغوز" في لواء "غولاني" وتعزيزات استقدمت لنصرتها وعناصر حامية موقع العبّاد داخل الشريط الحدودي المحتل. وأفادت مصادر امنية في منطقة تبنين "ان اشتباكات عنيفة دارت بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية فجر امس ترافقت مع تفجير المقاومين عدداً من العبوات الناسفة واستمرت ساعتين على الاقل. وهبطت خلالها مروحيتان اسرائيليتان عملتا على نقل الإصابات الى داخل اسرائيل". وتحدثت عن سقوط اكثر من 130 قذيفة على اطراف برعشيت ومجدل سلم والناصرية والصوانة ومجاري اودية الليطاني والسلوقي والحجير، مما أدى الى تضرر ثلاثة منازل في الصوانة وشبكة الكهرباء والبئر الارتوازية. واعترف الجيش الاسرائيلي بعد تكتم امتد ساعات عدة بالعملية وبعدد القتلى والجرحى. وقال "ان عبوتين ناسفتين انفجرتا تباعاً بدورية راجلة اسرائيلية فجراً عندما كانت في مهمة في الجنوب اللبناني". وأوضح الناطق العسكري الاسرائيلي ان خلية تابعة ل"حزب الله" فجّرت العبوات عن بعد ومن ثم انسحبت من المنطقة الحدودية. وتابع ان قوات الانقاذ التي ارسلت لإسعاف الجنود المصابين تعرّضت لقصف مكثّف من "حزب الله". وأعلن بيان ل"المقاومة الاسلامية" التي تبنّت العملية "ان وحدة من القوات الخاصة في عداد سريّة الشهيد هادي نصرالله تقدمت في الثانية و25 دقيقة فجر امس الى عمق المنطقة المحتلة ونصبت بالقرب من موقع مشعرون مكمناً محكماً لقوة صهيونية من وحدة ايغوز في الجيش الاسرائيلي، ولدى وصولها اليه فجّر المجاهدون بها عبوة ناسفة كبيرة اوقعت افرادها بين قتيل وجريح". وأضاف "ان المجموعة فتحت نيران اسلحتها الرشاشة على بقايا القوة الصهيونية من مسافة قريبة جداً في حين كانت مجموعة أخرى تفجّر عبوة ثانية بقوة مساندة اسرائيلية استقدمت من موقع العبّاد، وهاجمت مجموعة ثالثة قوات التعزيز والإمداد". وتابع "بعد ساعة من العملية، تدخلت طائرات العدو ومروحياته، وترافق ذلك مع غطاء ناري كثيف وقصف مدفعي للمنطقة لإسناد قواته الموجودة في ارض المعركة، فيما عملت وحدة الاسناد الناري على استهداف المنطقة والتمهيد لانسحاب افراد المجموعة الخاصة التي وصلت الى المنطقة المحررة". وأفادت معلومات في القطاع الشرقي "ان قوة من "جيش لبنان الجنوبي" تقدمت شمال معبر زمريا وأضرمت النار في حقول قمح عائدة الى مزارعين من ميمس، فنفق عدد كبير من رؤوس الماشية". وهرع أّالي ميمس الى المنطقة لاخماد النار، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك فاتصلوا بالدفاع المدني. جزين الى ذلك، وصف السفير السابق سيمون كرم الوضع في جزين بأنه "سيئ"، قائلاً "ان تدخّل لجنة تفاهم نيسان ابريل للمرة الأولى يدل الى ذلك". وقال بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير انه بحث معه الوضع في جزين بعد مقتل الطفل داني ابو زيد "وتشاورنا في بعض الأطر التي يمكن من خلالها مفاتحة بعض الاطراف الفاعلين كي تكثّف لجنة تفاهم نيسان تدخّلها". وقال "ان التدهور في جزين يمكن ان ينعكس سلباً على الوضع اللبناني ككل كما حصل في الصيف الفائت، ولا يمكن ان تستمر الحال على ما هي عليه. وهو ليس اقل اهمية من تبادل الأسرى والجثث، والحل يكون بعودة جزين ارضاً وشعباً الى كنف السيادة الوطنية". وتمنى ان يجيب المعنيون عن سؤال البطريرك صفير: لمصلحة من تفرّغ جزين؟ وقال "اللافت ان احداً لم يتبنّ الحادث الذي أدى الى مقتل الطفل ابو زيد فإذا كانت عملية تبادل الجثث والأشلاء تحكمها اعتبارات اخلاقية فإن العملية التي أدت الى مقتله في جزين تعبّر عن ازمة اخلاقية هي ايضاً".