قتل اربعة من عناصر "جيش لبنانالجنوبي"، الموالي لإسرائيل، وجرح خامس في انفجار عبوة ناسفة في بلدة عين مجدلين، قرب جزين، ظهر امس. والقتلى هم: روكز روكز وجورج شمعون وحنا حنا واسكندر هيكل والجريح هو غسان خوري، والخمسة من مرافقي مسؤول ثكنة "الجنوبي" في جزين جوزف كرم الملقب ب"علّوش" والذي عيّن حديثاً في منصبه، خلفاً لإميل نصر الذي استقال قبل مدة. وتأتي هذه العملية بعد اقل من 24 ساعة على اعلان اجراءات جديدة في جزين يبدأ تطبيقها مطلع تشرين الاول اوكتوبر المقبل، مشابهة لما يطبّق في الشريط الحدودي المحتل، لجهة دخول المنطقة والخروج منها، بتراخيص مسبقة، وعلى مقتل مسؤولين من "الجنوبي" باستهداف موكب كانا ضمنه في منطقة الأحمدية البقاع الغربي هما الرائد جورج سعد والملازم شفيق عصفور وجرح اربعة آخرين بينهم قائد الفوج الثلاثين نبيه ابو رافع. وتبنّت المقاومة الاسلامية - الجناح العسكري ل"حزب الله" العملية. وقالت ان مجموعة منها فجّرت عبوة ناسفة بآلية عسكرية تابعة ل"الجنوبي" على طريق عين مجدلين - تومات نيحا مما ادى الى مقتل افرادها. وكان مصدر في "الجنوبي" ابلغ امس وكالة "فرانس برس" ان قيادته "قررت اعادة ترتيب الامور في جزين، وبالتالي فرض حصول سكانها على ترخيص مسبق للدخول والخروج يعطى في جزين اسوة بسائر سكان الشريط" الحدودي المحتل. واعتبر السفير السابق سيمون كرم ابن جزين في حديث الى الوكالة نفسها ان هذه الخطوة "سلبية وسيئة وتزيد الوضع تدهوراً وتؤدي الى نزوح كثر ممن لا يزالون صامدين في القرى والبلدات". وتخوّف من "ان تؤدي هذه الاجراءات الى عودة جيش الاحتلال الاسرائىلي مباشرة الى جزين بعد انحساره عنها عام 1985". اما الوزير السابق ادمون رزق فهنّأ متهكّماً الحكم اللبناني على طريقة تعامله مع وضع جزين حتى ألحقت بالشريط المحتل. وأعلن نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ان التدابير المتخذة "لن تنفع شيئاً لأن المقاومة الاسلامية لن تقبل بوجود العملاء في جزين تحت اي عنوان او ذريعة". واستبعد "ان تشن اسرائيل عدواناً واسعاً، لأن الظروف السياسية والميدانية لا تسمح بذلك". ونقلت صحيفة "هاآرتس" الاسرائيلية عن مصادر امنية اسرائيلية "ان المعنويات في صفوف "الجنوبي" متدنية الآن خصوصاً ان عناصره يعيشون وضع انعدام الثقة واليقين حيال مستقبلهم قبل انسحاب اسرائيلي محتمل من جنوبلبنان، ويخشون ان يقدموا الى المحاكمة بعد انسحاب القوات الاسرائيلية، بتهمة التعامل مع العدو". وأضافت "ان ضباطاً رفيعي المستوى حصلوا على جوازات سفر اجنبية ليتمكنوا من الفرار الى الخارج". وبعد ظهر امس شنّت طائرات حربية اسرائيلية غارتين على تلال مشغرة في البقاع الغربي ملقية عدداً من الصواريخ. وذكرت مصادر امنية ان الاضرار اقتصرت على الماديات. وحلّقت طائرات اسرائيلية قبل ظهر امس في اجواء البقاعين الاوسط والغربي منفّذة غارات وهمية وجبهت بنيران المضادات الارضية التابعة للجيش اللبناني. وظهراً وصلت في طلعاتها الى اجواء الجبل والعاصمة خارقة جدار الصوت غير مرة. وأعلنت المقاومة الاسلامية ان مجموعة منها رصدت امس تحركات معادية وأعمال تدشيم عند مدخل موقع بلاط التابع لقوات الاحتلال واستهدفتها بالاسلحة المناسبة محققة فيها اصابات مباشرة. وقصفت القوات الاسرائيلية بمدافع من عياري 155 و120 ملم عدداً من قرى القطاعين الاوسط والغربي واقليم التفاح. وعلى الصعيد الديبلوماسي، قال سفير بريطانيا في لبنان ديفيد روس ماكلينان، بعد لقائه الامين العام لوزارة الخارجية السفير ظافر الحسن امس، "اننا مهتمون بالوضع في جنوبلبنان، وتكلمنا مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي من اجل المحافظة على تفاهم نيسان ابريل، ونبذل جهدنا لتطبيق القرار الدولي الرقم 425 الذي يضمن الأمن في المنطقة". الى ذلك، انضمت الاسيرة التي اطلقت بداية الشهر الجاري سهى بشارة الى اعتصام "أمهات الخميس" الذي يقام امام مقر الصليب الاحمر الدولي كل اسبوع اضافة الى عدد من الاسرى المحررين تضامناً مع الأسيرات اللبنانيات في سجون الاحتلال الاسرائيلي. وألقت بشارة كلمة ذكرت فيها اسماء بعض المعتقلين مؤكدة ان "ما من احد سينساهم خصوصاً المعتقلة الأم فاطمة عبدالنبي البعيدة عن اولادها وزوجها محمد السيد". وأكدت "الاستمرار في العمل المقاوم حتى اطلاق المعتقلين والتحرير ولو إعلامياً لأن للمقاومة أوجهاً عدة منها العسكري والسياسي".