واشنطن، موسكو - رويترز - أبلغ صندوق النقد الدولي والولاياتالمتحدةروسيا مساء أول من أمس الجمعة وقف برامج الانقاذ المالي إلى أن تثبت موسكو أنها تواصل الاصلاحات الاقتصادية، وأنها لن ترتد إلى الاقتصاد الموجه على غرار النظام السوفياتي السابق. ورداً على ذلك أكد فيكتور تشيرنوميردين القائم بأعمال رئيس الوزراء الروسي، ان روسيا أصبحت الآن جزءاً من الاقتصاد العالمي، واستبعد احتمال العودة إلى سياسات العهد السوفياتي. وكان العضو المنتدب لصندوق النقد الدولي ميشال كامديسو قال في لقاء مع الصحافيين بأنه ما زال من الممكن أن يقدم الصندوق جزءاً من برنامج انقاذ دولي قيمته 6،22 بليون دولار لروسيا في أيلول سبتمبر، ولكن ذلك في حال تحرك تشيرنوميردين بسرعة في شأن اصلاحات السوق. من جهتها، أوضحت الولاياتالمتحدة، وهي أكبر مساهم في صندوق النقد، أنه لا بد من التفاوض من جديد على برنامج الانقاذ الذي تم الاتفاق عليه في تموز يوليو الماضي للأخذ في الاعتبار الظروف الجديدة. وقال لورانس سمرز نائب وزير الخزانة الأميركي في بيان صحافي: "إن اتفاق روسيا مع صندوق النقد الدولي يتطلب سلسلة جديدة من التفاهمات تلائم الظروف الحالية في شأن التحركات السياسية الروسية". وكانت روسيا اتفقت على برنامج انقاذ يديره صندوق النقد قيمته 6،22 بليون دولار في تموز الماضي في محاولة أخيرة للخروج من الأزمة الاقتصادية. وكان الصندوق والدول الغربية تأمل بأن يكون أسوأ ما في هذه الأزمة قد انتهى، إلا أن الظروف عاودت التدهور الأسبوع الجاري. وعزل يلتسن سيرغي كيريينكو بعد أن اضطر إلى خفض قيمة الروبل والتخلف عن دفع بعض الديون الخارجية، وأعاد تشيرنوميردين الذي كان قد عزله قبل بضعة أشهر. وقال كامديسو، الذي التقى تشيرنوميردين الأربعاء الماضي، إنه أبلغ رئيس الوزراء الروسي أنه لن يكون هناك دعم دولي إذا فرضت روسيا السيطرة الحكومية على اقتصادها وعادت إلى نظام الرقابة على الأسعار والتجارة الذي كان مطبقاً في العهد السوفياتي. وأضاف ان "هذا الدعم الدولي سينتظر لمعرفة توجه الحكومة وقوة التأييد للاجراءات في البرلمان، خصوصاً في شأن العائدات". من جهته، أكد تشيرنوميردين في مواجهة الضغوط الغربية لعدم التخلي عن برنامج الاصلاح الاقتصادي أمس السبت، ان روسيا أصبحت الآن جزءاً من الاقتصاد العالمي، واستبعد احتمال العودة إلى سياسات العهد السوفياتي. ونقلت وكالات أنباء روسية عن تشرينوميردين قوله أيضاً إنه ليست لديه خطط لإنهاء قابلية الروبل الجزئية للتحويل، إلا أنه سيتخذ اجراءات لمنع هروب رؤوس الأموال إلى خارج البلاد. ونقلت وكالة "ايتار - تاس" للأنباء عنه: "إننا بالفعل جزء من العالم الاقتصادي ولن تكون هناك عودة إلى الماضي". وتعهد تشيرنوميردين، الذي يسعى إلى اقناع البرلمان بقبول تعيينه في منصب رئيس الوزراء، بحماية مدخرات المواطنين الروس التي تتآكل الآن بسبب الانخفاض الحاد في سعر صرف الروبل. ونسبت "تاس" إليه قوله: "إننا اتخذنا قراراً بضمان ودائع المواطنين بالكامل. وتعمل الحكومة والبنك المركزي على وضع آلية لتنفيذ هذا القرار". فيما نقلت وكالة "ار اي ايه" للأنباء عنه انه لن يتم اغلاق مكاتب الصرافة الآن، لأن ذلك سيؤدي إلى ايجاد سوق سوداء تتهرب من الضرائب. وقال إن تفاصيل برنامجه الاقتصادي ستعلن في الأيام القليلة المقبلة. في موسكو أيضاً قالت جمعية المصارف الروسية الجمعة لوكالة "انترفاكس" إن المصارف باعت الاسبوع الجاري نحو طن من السبائك الذهبية في السوق المحلية. وصرح رئيس قسم المعادن الثمينة في جمعية المصارف ديميتري ايناتييف للوكالة ان المصارف ستبيع أيضاً طناً من الذهب الأسبوع المقبل، علماً أن اجمالي المبيعات لم يصل إلا إلى 300 كيلوغرام من الذهب مطلع السنة الجارية لدى بدء الأزمة المالية. من جهة أخرى، قالت وكالة "ايتار - تاس" عن رئيس بيلاروس الكسندر لوكاتشينكو قوله الجمعة إن الأساليب التي يتبعها صندوق النقد الدولي تستهدف "انهيار" الاقتصاد في دول الاتحاد السوفياتي السابق. واعتبر ان الأساليب التي يوصي بها صندوق النقد ليست أبداً علاجاً عالمياً للاصلاح الاقتصادي، بل على العكس "تهدف إلى انهيار الأنظمة الاقتصادية للجمهوريات السوفياتية السابقة".