عرض الرئيس بوريس يلتسن مبرراته لاقالة الحكومة الروسية وأكد ان اسناد رئاسة الوزارة الجديدة الى فيكتور تشيرنوميردين يهدف الى توفير فرص "استمرارية الحكم" وانتخاب الاخير رئيساً للدولة عام 2000. فيما طلب البرلمان من الكرملين سحب الترشيح لحين استكمال المشاورات لتشكيل حكومة ائتلافية، وجددت روسيا تمسكها بالسياسة الخارجية وأكدت ان الرئيس الاميركي بيل كلينتون سيقوم بزيارته المقررة الى موسكو. الى ذلك اعلن نائب رئيس الوزراء المعزول الاصلاحي بوريس نيمتسوف انه ابلغ الرئيس يلتسن نيته عدم المشاركة في الحكومة الجديدة. تفاصيل اخرى ص 9 وكان يلتسن وقع مساء الاحد مرسوماً باقالة حكومة سيرغي كيريينكو التي لم يمض سوى خمسة اشهر على تعيينها بدلاً من وزارة كان يترأسها تشيرنوميردين. وقدم الرئيس امس الاثنين طلباً رسمياً الى البرلمان للموافقة على تعيين رئيس الحكومة الجديدة. واشار يلتسن في خطاب الى الشعب ارجئ بثه امس عدة مرات الى ان "ضمان استمرارية وتوارث الحكم عام 2000" كان دافعه الاساسي لاتخاذ القرار. وهذا اعتراف واضح بأن يلتسن لن يرشح لولاية ثالثة وانه اختار تشيرنوميردين "وريثاً" له. ولم ينتقد الرئيس حكومة كيريينكو واعرب عن الامتنان لرئيسها لكنه قال ان دوافع "القرار غير سهل" تتمثل في ان البلد بحاجة الى "ساسة من الوزن الثقيل". وأضاف انه حينما اقال تشيرنوميردين في 23 آذار مارس الماضي "لم يكن احد يتوقع ان الازمة المالية العالمية ستنزل بروسيا مثل هذه الضربة الموجعة"، اي انه لم يحمل الحكومة السابقة مسؤولية التدهور الاقتصادي. وحال سماعه نبأ اقالته توجه كيريينكو في وقت متأخر من مساء الاحد - الاثنين الى عمال المناجم المعتصمين منذ شهرين قرب مبنى الحكومة وأمر باحضار قناني الفودكا ليحتسيها معهم ويشرح لهم موقفه، ولكنه طلب ابعاد الكاميرات التلفزيونية والصحافيين. وفي اول تصريح بعد الاقالة ذكر كيريينكو امس انه "ليس آسفاً" واضاف "ما دامت هناك ازمة فينبغي ان يوجد ضحايا". وعقدت قيادة البرلمان اجتماعاً طارئاً اعلن اثرها انها تطلب ارجاء ترشيح تشيرنوميردين لمدة اسبوعين لاستكمال المشاورات، ولكن ممثل يلتسن في المجلس النيابي اصر على عقد جلسة للبرلمان في غضون اسبوع واحد كما يقتضي الدستور. واعلن الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف ان قادة الكتل اليسارية يطالبون باستقالة يلتسن نفسه باعتباره المسؤول الاول عن الازمة الراهنة ويدعون الى تعديل الدستور ومنح الحكومة صلاحيات واسعة. وذكر زميله في التحالف اليساري رئيس الوزراء السوفياتي السابق نيكولاي ريجكوف ان المعارضة "لن تدخل كالاعمى الى وزارة لا تعرف برنامجها". وبدأت تتضح الخطوط العامة لخطة الحكومة الجديدة، فقد ذكر اقرب مساعدي تشيرنوميردين والمرشح لتولي منصب النائب الاول في الوزارة الجديدة الكسندر شوخين ان الاجراءات التي اتخذها كيريينكو والقوانين التي اقترح اقرارها "جعلت الحكومة غير شرعية" ودعا البرلمان الى وقف النظر فيها. واضاف ان المبعوث الخاص لرئيس الدولة اناتولي تشوبايس يتحمل مسؤولية التدهور و"يجب ان يختفي من المسرح السياسي"، كما طالب باستقالة رئيس البنك المركزي سيرغي دوبينين. وذكرت وكالة "ايتار - تاس" الرسمية ان نائبي رئيس الوزراء بوريس نيمتسوف واوليغ سيسويف سيفقدان منصبيهما. وتجرى مشاورات لتشكيل حكومة وصفها شوخين بأنها "وزارة اغلبية برلمانية" لكنه قال انها لن تكون ائتلافية بالمعنى السياسي بل ستضم محترفين ينتمون الى احزاب مختلفة. ومن جانبه اشار نائب رئيس البرلمان فلاديمير ريجكوف وهو نائب تشيرنوميردين في حركة "روسيا بيتنا" الى ان رئيس الوزراء المعين بدأ مشاورات مع قادة الكتل البرلمانية وتوقع ان يكون في مقدمة شروط المعارضة لدخول الحكومة ان يستبعد عنها الاصلاحيون الراديكاليون وخاصة تشوبايس وزميله يغور غايدار. واجتمع يلتسن امس الى وزراء الدفاع والداخلية والامن الذين ذكرت مصادر مطلعة انهم قد يستمرون في اداء مهامهم. وأكد السكرتير الصحافي للكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي ان السياسة الخارجية ستبقى من دون تغيير ما قد يعني استمرار يفغيني بريماكوف في منصبه. واوضح ان زيارة الرئيس كلينتون سوف تتم في موعدها المقرر اي في الاول من ايلول سبتمبر. وفي اسواق المال استمرت حالة الاضطراب وارتفع سعر الدولار من 7 الى 14.7 روبل، وانخفضت قيمة الاسهم الممتازة باستثناء اسهم شركة "غاز بروم" التي كان يترأسها تشيرنوميردين والتي ارتفعت بنسبة 15 في المئة تقريباً. وازدحم الكثيرون من المواطنين عند ابواب المصارف لسحب ودائعهم الا ان عدداً كبيراً من البنوك اعلن انه لا يملك السيولة الكافية لتلبية رغبات الزبائن.