موسكو - "الحياة" ، رويترز - اعلن وزير المال الروسي ميخائيل زادورنوف ان بلاده ستسعى الى خفض حجم الدين المحلي والاجنبي العام المقبل بمطالبتها الدائنين بتخفيف جزء من اعباء الدين. وقال زادورنوف في مؤتمر خاص بروسيا نظمه المنتدى الاقتصادي العالمي: "هناك هدف رئيسي وحيد في 1999 وهو وقف اتجاه نمو دين الدولة الخارجي والداخلي". وأضاف "ان الامر اصبح اكثر اهمية بعدما ادى خفض قيمة الروبل الى ارتفاع حجم الدين الذي كان يمثل نحو 50 في المئة من اجمالي الناتج المحلي ارتفاعاً حاداً، ليوازي تقريباً اجمالي حجم الناتج المحلي". وأشار الى ان روسيا ستضطر الى انفاق ما يراوح بين 15 او 16 في المئة من اجمالي الناتج المحلي اذا ارادت خدمة الدين الاجنبي والمحلي حسب البرنامج الاصلي، وهي نسبة "لا يمكن للبلاد تحملها". غير ان رفض الافصاح عما اذا كانت روسيا ستطالب بالغاء بعض الديون. ويبلغ حجم الديون المستحقة على روسيا 17 بليون دولار السنة المقبلة وتمثل ديون الاتحاد السوفياتي السابق ثمانية بلايين دولار. وقامت روسيا باعادة هيكلة اقساط الديون السوفياتية التجارية لعام 1998. من جهة اخرى، قال اقتصادي روسي كبير ان بلاده يجب ان تعيد النظر في العلاقات مع صندوق النقد الدولي، اذ ان نصائحه حتى الآن لم تساعد الا في سقوط البلاد في هوة الافلاس. وصرح سيرغي جلازييف وهو وزير سابق للعلاقات الاقتصادية الخارجية ساعد في صوغ الخطط الاقتصادية الحالية للحكومة، لوكالة "رويترز" امس، انه يتعين على روسيا ان تتفاوض مع الصندوق في شأن التعاون بينهما والا تنفذ توصياته من دون تفكير. وأشار الى ان الامر "لم يقتصر على تقديم البنك نصائح غير سليمة معتبراً النظام الاقتصادي في روسيا مجموعة من الاسواق المالية ومتجاهلاً جميع العمليات الدائرة في قطاع الاقتصاد الحقيقي، ولكنه دفع الحكومة الروسية الى الافلاس عندما اعطى الضوء الاخضر لاقرار سياسية بناء اهرامات مالية". وكان الاقتصادي يشير الى الاعتماد المتزايد في الاعوام الاخيرة على اصدار سندات الدولة لتمويل العجز في الموازنة. وتم توجيه انتقادات كثيرة لدور صندوق النقد في حل المشاكل الاقتصادية العالمية بعد الأزمة الاخيرة في روسيا والأسواق الناشئة. وعلى رغم ترتيب الصندوق برنامج انقاذ بقيمة 22.6 بليون دولار لروسيا في تموز يوليو الماضي لحماية الروبل واتاحة الفرصة لرئيس الوزراء آنذاك سيرغي كيريينكو لتنفيذ اصلاحات هيكلية، الا انه تعرض لهجوم من سياسيين كبار لم يروا فائدة تذكر من نصائحه او قروضه. ووصل وفد من خبراء البنك الدولي الى موسكو امس لاجراء محادثات مع المسؤولين في شأن قروض لروسيا تم الاتفاق عليها سابقاً، في الوقت الذي تدهور الروبل الى مستوى جديد مذ بدأت الازمة المالية الحالية في آب اغسطس الماضي. وقالت وكالة "انترفاكس" للأنباء انه يتوقع ان يبحث الوفد في تغيير شروط قرض سابق قيمته 1.5 بليون دولار لاعادة هيكلة الاقتصاد وقرص ثان تبلغ قيمته 800 مليون دولار للاصلاح الاجتماعي وثالث بقيمة 800 مليون ايضاً لمساعدة صناعة الفحم. وتعتبر هذه القروض جزءاً من البرنامج العام للمساعدات والانقاذ الذي يقوده صندوق النقد وتبلغ قيمته 22.3 بليون دولار. في غضون ذلك تدهورت العملة الروسية الى مستوى جديد وأغلقت عند 20.4 روبل مقابل الدولار الاميركي، بانخفاض 0.8 روبل عن اغلاق الجمعة. وكان الدولار يساوي 6 روبلات قبل اندلاع الازمة الصيف الماضي.