اكد مسؤول رفيع المستوى في ادارة الرئيس بيل كلينتون، معني بشوؤن الشرق الاوسط، ان العراق يدعم مباشرة مقاتلي حزب العمال الكردستاني بزعامة عبدالله اوجلان ويؤمن لهم العلاج في مستشفياته والحماية لبعض معكسراتهم، ناهيك عن فتح مكاتب لهم في بغداد وتقديم دعم اعلامي متزايد. واضاف المسؤول الاميركي في حديث الى "الحياة" ان ليس لديه اي شك في ان "العراقيين وربما بدعم سوري يدفعون حزب العمال الى مواجهة الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني ومواجهة تركيا"، مشيراً الى التداخل في مصالح الدول الاربع المحاذية لشمال العراق. وقدّم اول تقويم لزيارة النائب الاول لمساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ويلش لشمال العراق والاجتماعات التي عقدها مع بارزاني وزعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني الشهر الماضي. واوضح المسؤول ان الهدف من زيارة ويلش كان "اعطاء اشارة الى اهمية تعاطينا مع الاكراد ودعم اوضاعهم الانسانية والاقتصادية والمادية، ولدفع عملية السلام والمصالحة بينهم الى امام ودعم جهودهم للابتعاد عن تأثيرات بغداد وطهران". وذكر ان ويلش دعا كلاً من بارزاني وطالباني الى زيارة واشنطن قريباً. وقبلا الدعوة. ولفت الى ان الجهود المبذولة لتحقيق مصالحة بينهما حققت بعض التقدم، لكنه ابدى خيبة امل من عدم تمكن ويلش من جمعهما معاً في شمال العراق خلال زيارته. وشدد على ان تحقيق نتائج ايجابية يتطلب محادثات بين الطرفين على مستوى الزعيمين "ولا اعتقد ان بالامكان التوصل الى اتفاق بينهما عبر الوسطاء او من خلال محادثات على مستويات منخفضة". وأشار الى ان الموفد الاميركي لمس رغبة لدى الزعيمين الكرديين للتحدث في ما بينهما، معرباً عن الأمل بأن تشكل زيارتاهما لواشنطن فرصة اخرى للتحدث معهما في شأن الوضع في العراق على اعلى مستويات الحكومة الاميركية. ولاحظ المسؤول ان بارزاني وطالباني يشكلان جزءاً من المعارضة العراقية للرئيس صدام حسين، ولا يقبلان سلطة بغداد او سيطرتها على مناطقهما. وقلل من "الاخطار البعيدة المدى" التي يشكلها وجود حزب العمال في شمال العراق، خصوصاً ان ليست للحزب علاقات سياسية واجتماعية راسخة مع الاطراف التقليدية الكردية في الشمال. لكنه اشار الى ان القيادات الكردية هناك قلقة من وجود حزب اوجلان كونه يشكل "تهديداً مباشراً" لها. واعتبر ان دعم بغداد الحزب يشكل في حد ذاته خرقاً لقرارات مجلس الأمن.