غادر ديفيد ويلش، نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، كردستان العراق أمس بعدما أجرى محادثات مع قيادتي الفصيلين الرئيسيين، الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني والحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني. وقالت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان الزيارة لم تسفر عن أي اتفاق ملموس بين الحزبين، بعدما سادت تكهنات بأن لقاء بين الزعيمين قد يتم في حضور ويلش. ولم تتضمن بيانات الحزبين اي اشارة الى تحقيق تقدم في اتجاه المصالحة بينهما. واضافت المصادر ان ويلش شدد خلال اللقاءات وقادة الحزبين على ضرورة "ابتعادهما" عن بغداد وطهران طالما الولاياتالمتحدة ملتزمة استمرار حمايتها للأكراد. وأعربت عن اعتقادها بأن واشنطن "تتمنى على الأقل أن يستمر الوضع الراهن من دون تجدد الاقتتال". ونقل بيان أصدره "الاتحاد الوطني" عن ويلش قوله في مؤتمر صحافي عقده في السليمانية أول من أمس ان "هدف زيارته هو لتأكيد الأهمية التي تعطيها الولاياتالمتحدة للمنطقة ورغبتها في ضمان أحوال سكان شمال العراق وأمنهم". وشدد على ضرورة تنفيذ العراق كل قرارات الاممالمتحدة. بما فيها القرار 688 الذي يدعو الى انهاء القمع ضد السكان الاكراد. وزاد البيان ان طالباني أكد للمبعوث الأميركي التزام حزبه "التوصل الى تسوية سلمية" للصراع بينه وحزب بارزاني. ولاحظت المصادر المطلعة ان الحزبين تمسكا عمليا بمواقفهما السابقة، إذ أصر كل منهما على تحميل الطرف الآخر مسؤولية عدم التوصل الى اتفاق. وتابعت ان الطرفين أثارا مجدداً كل نقاط الخلاف المعروفة. فالاتحاد أثار خصوصاً العائدات الجمركية عبر ابراهيم الخليل الحدود العراقية - التركية التي تسيطر عليها قوات بارزاني والتعاون بين هذه القوات والجيش التركي ونزع السلاح عن أربيل. بينما جدد حزب بارزاني شكواه من التحالف العسكري بين قوات طالباني ومقاتلي حزب العمال الكردستاني وشدد على عدم استعداده التخلي عن عاصمة الاقليم اربيل.