انقرة، لندن - "الحياة"، رويترز - اتهم زعيم حزب العمال الكردستاني التركي عبدالله أوجلان الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني بالتعاون مع تركيا، وهدد بتصعيد القتال ضد قوات بارزاني في شمال العراق. وأكد اوجلان ان "الشرط الوحيد" لعدم تصعيد القتال هو "الا يظلوا قوات بارزاني اداة للقتل في ايدي انقرة". وجاء هذا التهديد قبل أربعة أيام من زيارة يفترض أن يقوم بها الى شمال العراق ديفيد ويلش نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية في إطار تعزيز جهود المصالحة بين بارزاني وجلال طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني. وتوقعت مصادر مطلعة في كردستان العراق أن يتم لقاء بين طالباني وبارزاني بحضور ويلش. وفي حال عقد الاجتماع ذلك سيكون الأول من نوعه منذ نحو أربع سنوات. وقال أوجلان في مقابلة اجرتها معه شبكة "ميد" للتلفزيون التابعة لحزب العمال التي تبث برامجها من اوروبا الغربية عبر الاقمار الاصطناعية: "على الحمقى ان يدركوا ان الجيش التركي الذي يثقون به كثيراً ليس في موقف يسمح له بانقاذهم". وأضاف: "استعداداتنا ضخمة وسنواصل تصعيد القتال". وكان واضحاً ان أوجلان وجه تهديداته الى بارزاني الذي تتعاون قواته مع الجيش التركي ومقاتليه في العمليات العسكرية التي ينفذها بين الحين والآخر ضد مواقع أوجلان في شمال العراق. وتسيطر قوات بارزاني على المناطق المتاخمة لتركيا من كردستان العراق غير الخاضعة لسيطرة السلطة المركزية في بغداد. وتؤكد أنقرة، التي ترابط وحدات من جيشها في المنطقة بصفة شبه دائمة، ان مقاتلي حزب العمال يستخدمون شمال العراق قاعدة لشن هجمات على أهداف داخل الأراضي التركية في إطار الحملة المسلحة التي يشنها الحزب منذ 1984. وخاضت قوات تركية يتجاوز قوامها خمسة آلاف رجل تدعمها قوة جوية الجمعة الماضي معارك ضد مقاتلي حزب العمال في اشتباكات امتدت من محافظة شمدينلي التركية عبر الحدود الى شمال العراق. وأفادت وكالة "الأناضول" الرسمية للأنباء ان قوات بارزاني اشتركت في القتال الى جانب القوات التركية، لكن الوكالة سحبت لاحقاً هذا النبأ من دون اي تفسير. ونقلت وكالة "رويترز" الشهر الماضي عن القائد العسكري للاتحاد الوطني جبار فرمان تأكيده ان حزبه أسقط الخيار العسكري لحل الصراع مع حزب بارزاني. وعزا ذلك الى عجز قواته عن مواجهة قوات بارزاني والجيش التركي في آن. كذلك نقلت الوكالة عن طالباني دعوته الأتراك "كأصدقاء وأخوة" الى ان يسحبوا قواتهم من شمال العراق لأن وجودها فيه يعرقل عملية المصالحة بينه بين بارزاني. لكن عضو المكتب السياسي للحزب الديموقراطي الكردستاني سامي عبدالرحمن رد على ذلك بأن القوات التركية ستبقى طالما بقيت قوات أوجلان في المنطقة.