التقى زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني امس نائب رئىس الوزراء التركي بولند اجاويد. كما اجرى محادثات مع مسؤولين في وزارة الخارجية التركية خلال غداء عمل. ومن المقرر ان يلتقي ايضاً مسؤولين في الجيش والاستخبارات التركية اضافة الى ديبلوماسيين غربيين. ويتوقع ان يُطلع انقرة على تفاصيل عملية المصالحة بين حزبه والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني في اعقاب الاتفاق الذي وقعه الطرفان في واشنطن في أيلول سبتمبر الماضي. ومن المقرر ان يجتمع بارزاني وطالباني في انقرة السبت المقبل، في اطار ما يبدو انه محاولة جديدة من قبل تركيا لضمان استمرار عزل الطرفين عن حزب العمال الكردستاني الذي يتمركز في شمال العراق. وشعرت تركيا بأنها هُمّشت في عملية السلام بين الطرفين الكرديين التي كانت لعبت فيها دوراً رئيسياً الى جانب الولاياتالمتحدة وبريطانيا، وعبّرت بوضوح عن استيائها معترضة علناً على ما تضمنه الاتفاق الاخير بين بارزاني وطالباني من اشارة الى اقامة "عراق فيديرالي" في المستقبل. وتخشى انقرة ان يؤدي منح حكم ذاتي واسع او حقوق فيديرالية للاكراد العراقيين في النهاية الى نشوء دولة مستقلة تشجّع الانفصاليين الاكراد في تركيا. ويستند الجيش التركي الى دعم الحزب الديموقراطي في العمليات العسكرية المتكررة التي ينفذها في شمال العراق لملاحقة مقاتلي "العمال الكردستاني" المتمركزين هناك. كما اجبرت تركيا سورية الشهر الماضي على انهاء دعمها اللوجستي للمقاتلين الاكراد وإبعاد عبدالله اوجلان زعيم حزب العمال من اراضيها. وقدم اوجلان، الذي يُعتقد انه يتوارى في موسكو، طلباً الى البرلمان الروسي لمنحه اللجوء السياسي، وأيد الاخير امس هذا الطلب ودعا الرئىس بوريس يلتسن الى المصادقة عليه. من جهة اخرى، يتوقع ان يصل وزير الدفاع الأميركي ويليام كوهين غداً الى انقرة ضمن جولته للتشاور مع حلفاء الولاياتالمتحدة في شأن الازمة مع العراق ولطلب تأييدها في حال القيام بتحرك ضد بغداد. ورغم ان تركيا مستاءة من تقارير افادت ان بغداد سمحت لحزب العمال الكردستاني بإقامة معسكرات تدريب في مناطق تخضع لسيطرتها، فإن من المتوقع ان تقاوم ضغوط واشنطن لتقديم دعم ملموس لضربة عسكرية محتملة ضد العراق.