أعلنت السلطات الطاجيكية أمس الخميس أنها اعتقلت ثلاثة أجانب يحملون جوازات سفر باكستانية بتهمة توزيع مطبوعات "تبشر بأفكار دينية موالية لحركة طالبان". وعلى الأثر، أعربت موسكو عن قلقها ازاء هذا التطور. في غضون ذلك، اعطت طهران مؤشرات إلى رغبتها في تجنب التصعيد مع الحركة الأفغانية، مبدية استعدادها للتفاوض مع "طالبان" من أجل تأمين الافراج عن ديبلوماسييها ومواطنيها المحتجزين لدى الحركة. طاجيكستان وأعلنت السلطات الطاجيكية أنها ألقت القبض أمس على ثلاثة أجانب يحملون جوازات سفر باكستانية واتهمتهم بتوزيع "مطبوعات دينية متطرفة". واتهمت دوشانبه الأجانب الثلاثة بأنهم يبشرون بالأفكار "السلفية" وآراء موالية لحركة "طالبان". وفي موسكو، ذكر الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية فاليري نيستيروشكين أن بلاده تشعر بالقلق "لنشر أفكار دينية متطرفة خارج الدول التي تتبنى مثل هذه الأفكار". وعلى صعيد آخر، صدر في دوشانبه بيان روسي - طاجيكي مشترك إثر محادثات أجراها رئيس الأركان الروسي اناتولي كفاشنين وقائد قوات الحدود سيرغي بارديوجا ووكيل الخارجية بوريس باستوخوف مع الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمانوف. ودعا إلى مؤتمر دولي لبحث الوضع في أفغانستان تشارك فيه الدول المجاورة وروسيا والولايات المتحدة. وأكد البيان أن البلدين سيتخذان "الاجراءات الضرورية" لتعزيز الحدود الخارجية التي ذكر أنها تتعرض للخطر بفعل التصعيد الأخير للمعارك في شمال أفغانستان. وفي إشارة إلى احتمال اجراء اتصالات مع "طالبان" أكد البيان المشترك أن روسيا وطاجيكستان مستعدتان "للاتصال على أي مستوى كان مع ممثلي الأطراف المتحاربة" بهدف وقف القتال وتسوية الأزمة. إيران وأعربت إيران عن استعدادها لإجراء محادثات مباشرة مع حركة "طالبان" إذا كان ذلك يؤدي إلى الافراج عن ديبلوماسييها وعمالها المحتجزين لدى الحركة. وأكد الناطق باسم الخارجية الإيرانية أن حكومته مستعدة لذلك "من موقع قوة". وناشدت طهران الأمين العام للأمم المتحدة التدخل "لإنقاذ الرهائن"، لكنها انتقدت إسلام آباد. واعتبرت أن الحكومة الباكستانية "لا تقوم بما يكفي" في هذه القضية، وحملتها مسؤولية "سلامة المعتقلين". ويبدو أن إيران باتت تميل إلى تجنب التصعيد مع "طالبان" وسط تكثيف الاتصالات الاقليمية والدولية، حرصاً على إستعادة مواطنيها. وللمرة الأولى منذ بروز الحركة إلى السطح، أعلنت طهران عن استعدادها لاجراء مفاوضات مباشرة معها. وقال الناطق باسم الخارجية محمود محمدي إن بلاده "مستعدة لاجراء محادثات مع طالبان إذا تقرر أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى الافراج" عن أحد عشر ديبلوماسياً وصحافياً واحداً و35 سائق شاحنة إيرانياً محتجزين لديها. لكن محمدي حرص على التشديد في الوقت ذاته أن حكومته "ستكون في موقع قوة". وانسجاماً مع هذا الخيار، وجه مندوب إيران الدائم لدى الأممالمتحدة هادي نجاد حسينيان رسالة رسمية إلى أنان باسم حكومته وطلب إليه "استخدام كل وسيلة ممكنة في تحقيق الافراج عن الرهائن"، مشدداً على أن بلاده "تتطلع إلى الافراج عنهم بالمفاوضات والسبل السلمية". إلى ذلك، وجه رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف رسالة خطية إلى الرئيس سيد محمد خاتمي، تسلمها وزير الخارجية كمال خرازي من السفير الباكستاني في طهران. ولم يخف خرازي انتقاده لموقف إسلام اباد في التطورات الأخيرة على الساحة الأفغانية. وشدد على أن حكومته "تعتبر ان المساعي التي تقوم بها باكستان للافراج عن الديبلوماسيين غير كافية بالنظر إلى التأثير الكبير الذي تملكه على طالبان". وحذر من أن تطوراً سلبياً لهذه المسألة "سيؤثر على العلاقات بين البلدين".