عشية اللقاء الذي سيجمع المبعوث الدولي الى افغانستان الأخضر الابراهيمي مع زعيم حركة "طالبان" ملا محمد عمر في قندهار اليوم، جددت الحركة اتهامها للحكومتين الروسية والايرانية بتزويد الفصائل المناهضة لها اسلحة وذخائر. وقال الناطق باسم الحركة ملا عبدالحي مطمئن لپ"الحياة" امس ان "ضبط القطار الايراني المحمل اسلحة في قرغيزستان والمتجه الى المعارضة، دليل على تورط الايرانيين والروس بدعم حفنة من العملاء الافغان الذين وهبوا انفسهم لحماية الغير". وترافق ذلك مع تصعيد عسكري في شمال كابول، حرصت "طالبان" على اخفائه تجنباً لتعرضها لضغوط دولية خصوصاً خلال محادثات زعيمها اليوم مع المبعوث الدولي. وتحدثت مصادر عن هجمات شنتها قوات الحركة في شمال شرقي العاصمة حيث اصبحت "طالبان" على بعد 5 كيلومترات عن ممر سالانغ الاستراتيجي الذي يتحكم فيه القائد الطاجيكي احمد شاه مسعود. ونفذ طيران "طالبان" غارات جوية عدة على مواقع مسعود. وفي رسالة ذات معنى، سقط صاروخان على وسط العاصمة امس، ما اسفر عن سقوط ثلاثة قتلى. ويبدو ان المعارضة ارادت بذلك ان تثبت وجودها عشية لقاء المبعوث الدولي وزعيم "طالبان". واستبق الاخير وصول الابراهيمي بالافراج امس عن عشرة من الأسرى الايرانيين الذين نقلوا بطائرة للصليب الاحمر الدولي من قندهار الى مدينة مشهد الايرانية. وعلمت "الحياة" امس ان السفارة الافغانية في اسلام اباد التي تمثل "طالبان" ارسلت احتجاجاً شديد اللهجة الى سفارة قرغيزستان احتجاجاً على مرور الامدادات العسكرية للمعارضة الافغانية عبر اراضيها. وشكرتها في المقابل على ضبط القطار الايراني الذي كان يحمل اسلحة. ورفض الناطق باسم الحركة امس الدخول في تفاصيل اجندة اللقاء الذي سيجمع الموفد الدولي وزعيم حركة طالبان. وحاول الناطق تفادي الاجابة على سؤال هل ان الحركة مستعدة لتوسيع حكومتها لتضم شخصيات معارضة. غير انه اتهم المعارضة بپ"العمالة للروس والايرانيين". الموقف الايراني من جهة اخرى، اعلنت طهران انها ترفض استقبال مبعوث من حركة "طالبان" الافغانية لاجراء مفاوضات او لقاء مسؤولين رسميين قبل ان تفرج الحركة عن جميع الايرانيين المحتجزين لديها، وتلقي القبض على قاتلي الديبلوماسيين الايرانيين في مزار الشريف لتتم معاقبتهم. وكان رجل الأعمال الافغاني المقيم في المملكة العربية السعودية جلال سيد كريم قام بوساطة بين طهران و"طالبان" اثمرت عن افراج الحركة الافغانية عن خمسة معتقلين ايرانيين. وقال كريم لدى وصوله الى طهران برفقة المفرج عنهم قبل ايام لپ"الحياة" انه اتفق مع قيادة "طالبان" على ان توفد مبعوثاً الى طهران لاجراء "مفاوضات تهدف الى تمهيد السبيل لحل الخلافات العالقة"، وشدد على ان الايرانيين "رحبوا بهذا الامر". وكان يفترض ان يصل مبعوث "طالبان" الى طهران على متن طائرة مدنية خاصة اقلت دفعة جديدة من المعتقلين الايرانيين المفرج عنهم. لكن الوسيط كريم قال لپ"الحياة" في اتصال هاتفي امس انه اضطر الى قطع زيارته لپ"قندهار" الافغانية "لأسباب صحية" وأشار ضمناً الى ان "المساعي الحميدة" بين طهران و"طالبان" تعثرت. ويبدو ان الحكومة الايرانية امتنعت عن استقبال اي موفد من "طالبان" قبل تلبية مطالب تعتبرها رئيسية. وقالت وزارة الخارجية الايرانية امس: "اذا اراد ان يتوجه شخص من طالبان الى طهران فعليه ان يقوم بتسليم المحتجزين الايرانيين"، وشددت الوزارة على ان موقف ايران من "طالبان" "ما زال واضحاً، وعليها ان تفرج عن كل الرعايا الايرانيين في اسرع وقت وتحدد المجرمين قتلة الديبلوماسيين وتلقي القبض عليهم لتتم معاقبتهم".